بيوت شعبية في حائل تحولت في غيبة الرقابة والعيون إلى خشبة مسرح للتعاطي والتسويق والمنكرات وحفظ المسروقات. يقول محضر أمني، مثلا، إن دورية لاحقت أحد اللصوص بعدما ضبطه السكان متلبسا بمحاولة سرقة محتويات سيارة، فجأة اختفى اللص وتوارى عن الأنظار لكن ذكاء رجال الأمن قادهم إلى بيت شعبي مهجور كان يتخذه الجاني مخبأ له ومسروقاته. من الواقعة المسجلة في محاضر الشرطة يتبين أن المهجورات تلك عبارة عن مخابئ ومستودعات للمجرمين واللصوص لتتجه الأنظار مباشرة إلى أحياء البادية، العزيزية، البلد، المنتزه الغربي، حي الكهرباء، ونهاية بأحياء الخماشية شمال المطار والوسيطاء. جالت «عكاظ» في محيط المنازل المهجورة والشعبية وأجمع الأهالي عن معاناتهم التي لا تنتهي مع المخاطر المحتملة والفرضيات الخطيرة. يقول فهاد الزويمل إن البيوت الشعبية تثير العديد من التساؤلات في الأحياء الشعبية لما تشكلها من مخاطر أمنية واجتماعية وبيئية على سكان الحي، إذ يستغل بعض ضعاف النفوس تلك البيوت كأوكار للإجرام والممارسات المخلة، وهو الأمر الذي يستلزم من الملاك إحكام إغلاق أبوابها ومراقبتها ومنع الغرباء من التوغل فيها. ويطالب الزويمل من السكان أن يكونوا عيونا ساهرة والإبلاغ عن أية مخالفات أو شبهات. نهار مرزوق الشمري يرى البيوت الشعبية وهو أحد سكانها أنها تشكل في الكثير من الأحياء خطرا إذا كانت مهجورة ويلاحظ أن بعضها بلا أبواب في دعوة صريحة لأرباب السوابق بالدخول والاختباء وخزن الممنوعات أو إيواء المتخلفين والعمالة السائبة، كما تصبح أحيانا مجمعا للنفايات والمخلفات ومأوى للقطط والحشرات ما يشكل خطرا على صحةالبيئة. يؤكد لافي العنزي أحد سكان حي العزيزية أن هذه البيوت الشعبية المهجورة تحتاج مراقبة من أصحابها، حيث إن ملكية بعض هذه المباني تعود لورثة فتظل تشكل خطرا أمنيا في ظل غياب الرقابة بدليل أن بيوتا شعبية في أحياء برزان والبادية والعزيزية تفتح أبوابها للقطط وضعفاء النفوس. صالح الشمري، علي الشلاقي، ومذود الوريكي من سكان حي البادية اتفقوا على ضرورة التحرك سريعا لمواجهة البيوت المفتوحة والمهجورة إما بإغلاقها أو إزالتها والاستفادة من أراضيها وترميمها أو تأجيرها على أصحاب ذوي الدخل المحدود، مطالبين الجهات الأمنية بالتحرك لرصد كل المنازل المهجورة ودعوه أصحابها وإيجاد الحلول العاجلة، ويقول الوريكي إن بعض المنازل تحولت إلى مراتع للمراهقين ومغامراتهم. ويلخص سعود السليطي وصايل الحربي مطلبهما بحصر المباني بواسطة الأمانة وقيام المواطنين بالإبلاغ عن أي أحواش مشبوهة قد تستغل من ضعاف النفوس. ويشير المتحدثون إلى أن هذه البيوت تحتاج إلى إعادة نظر فهي تشوه الحي. يقول الحربي هذه المنازل تشكل خطرا أمنيا، فقد يهرب أو يختبئ فيها لصوص الأحياء وقد يتم استخدامها في تعاطي المخدرات أو ترويجها أو كمخابئ للسموم، كما قد تستغل في كثير في الجرائم الأخلاقية. ويقول سليمان العايش إن البيوت المفتوحة أو المهجورة وسط الأحياء قد تترك لفترات طويلة قد تصل إلى أكثر من 30 عاما، لكن الناطق الإعلامي في شرطة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي شدد على دور المواطن في تطويق ظواهر البيوت الشعبية من خلال تفاعله وإبلاغه عن أية ملاحظة قد تمس الأمن. وأشار إلى الوعي الذي يتمتع به المواطن إذ أصبح يساهم بفاعلية في الإبلاغ عن المخالفات، موضحا أن رجال الأمن موجودون في كل مكان وزمان، وأن أي بيوت قد تستخدم أوكارا للمخالفات والجرائم يتم متابعتها ورصدها.