هي معادلة اعتدنا على تجرع علقمها، فقبل زيارة المسؤول بدقائق يتواجد القطاع العام بحيوية ونشاط وما أن تنتهي جولته إلا ويبدأ القطاع العام بحزم أمتعته وكأنه تواجد للمسؤول وليس للقيام بواجبهم الوطني. لم يتوقع الجميع بمن فيهم فرق الدفاع المدني والأمانة بأن يتواجد أمير المنطقة ميدانياً في الأحياء العشوائية لاطلاعه المباشر على سير العمل، والحقيقة أن تلك الزيارة كشفت عن تطور مدرسته الإدارية وأنها مدرسة لا تعتمد على تقارير الإنجاز التي تصل إليه بعد أن يتم تبهيرها، بل هي مدرسة إنجاز متقن لا تقبل التزييف والدهن والتلميع لإرضائه، وهي في ذات الوقت كشفت عن خلل تنموي لا زال مستمراً من قبل مسؤولي أجهزة القطاع العام، فهم يرسمون خططاً طموحة من على مكاتبهم، ولكنهم لم يتواجدوا في الميادين ليروى انعكاس خططهم على محيا التنمية، وهو ما وفر بيئة ملائمة لنمو الفساد وتمرير المخططات كما فصلها إرهابي التنمية من الفاسدين والمتنفعين. تلك الممارسات جعلت المشاريع كورقة يرسم عليها مديرو المشاريع ومن في حوزتهم معالم المشروع وينفذون بناء عليها وليس كما رسمت واعتمدت مخصصاتها وهذا ما يبرر ضعف تنفيذ المشاريع والمقاولات من الباطن التي أخرجت كثيرا من المشاريع من واقعها وأبقتها هياكل عظمية. زيارة أمير المنطقة للأحياء العشوائية فتحت عددا لا محدودا من الأسئلة ومن أهمها: ألا تمتلك الأمانة الطاقات البشرية والمالية والفنية «وخصوصاً» في مثل هذه الأزمة لتنفيذ أعمال النظافة بإتقان وعلى مدار الساعة؟ لماذا تنفس موظفو فرق النظافة الصعداء بعد مغادرة الأمير وغط جزء منهم في سبات؟ أليست بمعالم إرهاق أنهكت قواهم؟ وهل أوكلت مهام النظافة إلى أشخاص أو شركات محددة فقط ليستفيدوا من فرصة الكارثة؟ وألا يوجد شركات أخرى خارج جدة يمكن أن تساهم في التخفيف من الكارثة بسرعة أكبر وجودة أعلى؟ لماذا في ظل هذه الأزمة يساوم بعض أفراد فرق النظافة الأهالي لدفع مبالغ مالية نظير تنظيف محيط منازلهم؟ هل الأزمة فرصة لا تقدر بثمن لتحقيق أرباح على حساب الوطن والمواطن؟ وهل من هدف يقف خلف تأخير نظافة الأحياء المنكوبة كنشر أوبئة ومن ثم تقوم الدولة بشراء أمصال لحماية المواطنين وبالتالي يكون لموردي الأدوية الطبية نصيب من الأزمة؟ كل هذه الأسئلة طرحت مع زيارة مسؤول واحد فقط يشعر بثقل الأمانة الموكلة على عاتقه، فكم هي عدد الأسئلة التي ستطرح لو نفذ كل مسؤول زيارة مفاجئة للمشاريع التي ينفذها جهازه؟ والأهم من الأسئلة التي ستطرح ما هو حجم الخلل والأخطاء التي ستعالجها كل زيارة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة