أبدى عدد من أهالي وزائري محافظة جدة، استياءهم من تدني مستوى خدمات النظافة في أنحاء متفرقة من أحياء المحافظة، وانتشار أكوام النفايات في بعض المساحات الفضاء والأزقة خاصة في أحياء الجنوبي، وطالبوا بضرورة التعامل بحزم مع الشركات المتعاقدة مع الأمانة لهذا الغرض، وتطبيق أعلى بنود الحسم من مخصصاتها لتهاونها الواضح في رفع المخلفات لأيام، ما أنعكس سلبا على نفوس أبناء وزوار جدة. كما عرضوا اقتراحات لتحسين مستوى خدمات النظافة، من أبرزها تكليف الشركات برفع مرتبات العمال، وإيجاد آلية لمتابعتهم تضمن عدم انشغالهم بجمع ما يمكن بيعه وترك العمل، وإتاحة الفرصة أمام الشركات العالمية المتخصصة في مشاريع النظافة لدخول المنافسة الخاصة بمشاريع النظافة.وقال محمد مجرشي من سكان الخمرة، إن الوضع البيئي في الأحياء التابعة للخمرة بات مخجلا إلى حد لا يمكن وصفه، حيث اتسعت رقعة النفايات والمخلفات في كل مكان، حتى في خارج المرمى الجنوبي، ما أدى إلى امتعاض الأهالي ومخاوفهم من استمرار الوضع كما هو عليه وصولا إلى تفشي الأمراض والأوبئة. بسطات الخبز من جانبه انتقد سعود الثعلبي من سكان القريات مرور آليات النظافة داخل الحي واكتفائها برفع المخلفات المعبأة في الحاويات، وإهمال بسطات الخبز المجفف المنتشرة في كل مكان، وبقايا الكرتون، والسيارات الخربة، وقال أدى هذا التصرف غير المسؤول من شركات النظافة، وتهاون الجهات الرقابية في الأمانة، إلى تنامي أعداد الحشرات والجرذان وتكاثرها بشكل مزعج، نتيجة لحصولها على الغذاء من بقايا الخبز المجفف وأكوام الكرتون. من جهته قال سعيد الزهراني من سكان النزلة، إن هناك أشياء يمكن التهاون فيها أو قبول القصور والعمل على تلافيه، إلا ما يتعلق بالصحة العامة وسلامة البيئة، لانعكاساتها السلبية في حال الخلل على صحة السكان. وأضاف «لا يمكن أن يتوقع وجود هذا المستوى من تدني النظافة وانتشار النفايات، وطفوحات مياه الصرف في مدينة عصرية ومحافظة اقتصادية كبرى، يتواجد فيها عدد كبير من السكان ومقصد لأعداد مليونية من الزوار كمحافظة جدة، وقال «يجب على المجلس البلدي بحكم السلطات التي خولتها له الأنظمة، التحرك العاجل لإيقاف هذا القصور والخلل المتعمد من شركات النظافة، التي وجدت ضالتها في ضعف الرقابة والمحاسبة واستمرأت التهاون إلى حد لم يعد بالمقدور احتماله». من جهتها حذرت أمانة جدة من تقاعس شركات النظافة عن أداء دورها في أحياء الجنوب، وأكدت تشكيلها لجانا تقوم بمتابعة عمل تلك الشركات، ورصد تقارير عن مكامن الخلل والقصور، على ضوئها تتم مخاطبة الشركة لمعرفة الأسباب. ثقافة السكان وأرجع المصدر في أمانة جدة، أسباب تدني مستوى النظافة في بعض الأحياء، إلى انخفاض مستوى ثقافة السكان، والنمو السكاني المتزايد عاما بعد آخر، بالإضافة إلى انتشار سلوكيات سلبية من جانب بعضهم ممثلة في ظاهرة الافتراش، وما ينتج عنها من آثار سلبية أثرت في مستوى النظافة، وكذلك نبش الحاويات بشكل واضح للعيان والرمي العشوائي للنفايات خارج الحاويات. وأوضح المصدر حرص الأمانة على أداء الشركات للمشاريع المسندة لها، طبقا للعقود وتكليفها بزيادة أعداد المعدات المستخدمة وخاصة ما يتعلق برفع النفايات ذات الأحجام الكبيرة، لمواجهة الضغط وخاصة خلال إجازات الأعياد، حيث تصل النفايات في بعض المناطق إلى ثلاثة أضعاف ما يفوق قدرة المعدات المستخدمة.