أعادت الأمطار الغزيرة التي هطلت البارحة الأولى على محافظة جدة مخاوف سكان حي بريمان من تدفق السيول، إثر ارتفاع منسوب المياه مجددا في الحفرة المجاورة لمنازلهم، رغم مطالباتهم السابقة في تجفيفها تجنبا لوقوع كارثة تهدد أرواحهم ومنازلهم، لا سيما وأن تشاليح السيارات تسد مجاري السيل القريب من منازلهم. وأكد ل «عكاظ» مدير المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة أحمد الغامدي أن الأمانة أنذرت جميع أصحاب التشاليح الموجودة في منطقة حي بريمان لنقلهم إلى الموقع الجديد في مركز عسفان، فور الانتهاء من تجهيزه. وقال الغامدي إن الموقع الحالي للتشاليح يقع ضمن النطاق السكاني والعمراني، بالإضافة إلى أنه يتموضع ضمن نطاق امتداد طريق جدة هدى الشام الجديد الجاري تنفيذه حاليا، مشيرا إلى أن الأمانة جادة في مباشرة شكاوى المواطنين في مختلف المواقع والعمل على حلها. من جهته، حذر عضو المجلس البلدي المنتخب وعضو الغرفة التجارية بسام بن جميل أخضر من الإبطاء في عملية نقل تشاليح السيارات في حي بريمان، خصوصا وأن موسم الشتاء ما يزال في بداياته ما يعني مزيدا من الأمطار ومزيدا من السيول. وطالب في حديث ل «عكاظ» وزارة المواصلات بسرعة إنهاء مشروع طريق هدى الشام الرابط بين طريق الحرمين وطريق المدينة السريع والذي طال انتظاره، وأدى التأخر في إكماله لتعطل العديد من المشاريع، أبرزها الخط الموصل بين بحيرة الصرف الصحي ومردم النفايات الجديد الذي تعرض للتلف نتيجة كارثة أمطار الأربعاء الأسود. ودعا أخضر أمانة محافظة جدة إلى تشديد الرقابة على أصحاب التشاليح وإزالة المواقع التي ما تزال متموضعة وسط الطريق وتساهم في عرقلة المشروع، وسرعة إنهاء المدينة الصناعية والتشليح في مقره الجديد في عسفان، والذي كان من المفترض أن ينتهي العمل فيه منذ فترة زادت عن العام والنصف. ولفت عضو المجلس البلدي إلى أن مقر التشليح الحالي يعتبر مرتعا خصبا للحشرات الناقلة للمرض، معبرا عن تخوفه من عودة حمى الضنك لا سيما في ظل ما تشهده جدة من أمطار وسيول. وأشار إلى أنه سبق أن طرح مشكلة تشاليح السيارات في الحي ومخاطرها على السكان من نواح عدة أولها أن مقر التشاليح يقع ضمن منطقة سيول كما أنها تعتبر مقرا لضعاف النفوس كونها قريبة من السكان. وطالب أخضر الأمانة بتحديد وقت معين لنقل التشاليح، يساهم في مزيد من الراحة للناس والمواطنين، أما أن تظل المسائل عالقة فهذا دليل على تأخر مشروع النقل وفي النتيجة المتأثر الوحيد هو المواطن. استغرب عضو المجلس البلدي وعضو الغرفة التجارية بسام بن جميل أخضر مواصلة أصحاب مخططات شرقي الخط السريع وتحديدا الواقعة في الجهة الشرقية من حي بريمان إعادة تأهيل مخططاتهم رغم اعتراض الأمانة على تصرفاتهم وإعلانها أن ما يقومون به يعتبر تصرفا خاطئا. وتساءل أخضر إن لم تتحرك الأمانة في مثل هذه الأوقات قبل وقوع الكارثة فمتى تتحرك، مشيرا إلى أن أحياءنا التي تضررت بالسيول لا تزال تئن من أوجاع السيل الذي ضربها يوم الأربعاء الأسود. وطالب عضو المجلس البلدي الأمانة إلى الإسراع بإيقاف العمل في تلك المخططات وإعلام الناس بحقيقة موقعها قبل بيعها على المواطنين، كما طالبها بمتابعة المخططات التي ما تزال قيد الإنشاء للتأكد من وضع البنى التحتية واكتمالها، لافتا إلى أن العمل في المخططات المتضررة نتيجة السيول وترميمها تحت عيون الأمانة يعتبر مخالفة صريحة لجميع الأنظمة وستؤثر بالدرجة النهائية على المواطن الذي قد يسكنها في المستقبل. وشدد أخضر على أهمية فتح جميع مجاري السيول المؤدية إلى البحر، بلا استثناء، وقال لا نريد كارثة جديدة لجدة مثل التي حدثت، وعلى الأمانة تقع مسؤولية العمل في إنقاذ العروس من كوارث جديدة، داعيا إلى منع البناء في المخططات الواقعة في مجاري السيول وبطون الأودية المعروفة للجميع، قبل بدء البيع فيها تفاديا لتكرار كارثة جديدة مستقبلا، فيما لو نجح أصحابها في تسويقها. وأشار إلى أهمية تفقد لجان الرصد لتلك المخططات، وعدم السماح في بنائها قبل التأكد من وجود شبكات للصرف الصحي وتصريف المياه وإيجاد مسارب تضمن انسياب مياه السيول والأمطار. وحول العمل في ردم مخططات بريمان ورفع مستوى أرضيتها لتتساوى مع المسطح العام قال أخضر إن المخططات عبارة عن حفر كبيرة ولا يجوز في أي حال من الأحوال السماح لأصحاب المخططات في ردم الحفر، وقال إذا كان أصحاب المخططات غير معنيين بسلامة المواطن، فهذه مسؤولية الجهات المعنية وعليها إيقاف ذلك فورا. وطالب محمد المهداوي (من سكان الحي) الأمانة بإزالة التشاليح التي تسد مجرى الوادي من جهة الغرب، ما يعيق حركة جريان سيل وادي أبو الهطيل، ما يعني أن كل أعمال الأمانة ستتبدد فيما لو جرى السيل مجددا. ويقول صقر المطيري «من سكان الحي» إن تشاليح السيارات تتوسط مجرى السيل البالغ عرضه 40 مترا ويصل طوله إلى أكثر من ألفي متر، مبينا أنه بالرغم من اتساع المجرى إلا أن وقوع التشاليح جواره أجبر الأمانة على ربطه بالمجرى القديم الذي لايتجاوز عرضه ثلاثة أمتار تقريبا. .