الحارس الذي كان أميناً على شباك مرمى بلاده حينما كان لاعبا، ليس أمينا الآن على حراسة الأمن القومي العربي فقد انبرى لتثوير الشارع لدرجة أن المشاهد يظن أن ثمة تقاتلا عنيفا يحدث بين دولتين بينهما العداء منذ بداية التاريخ. ومن خلال الإعلام الفضائي ما زال ينفث الفرقة والتباغض بين شعبين يمثلان لحمة عربية مهمة، فبعد انتهاء مباراة مصر والجزائر وما صاحبها من صخب إعلامي متبادل، كان من المفترض أن ينتهي بانتهاء تلك المباراة على أرض السودان، إلا أنه يبدو أننا لم يعد لدينا من أعداء سوى فتح النار على صدور بعضنا البعض. وفي كل مكان يقال إن الرياضة تهذب النفس وتجعلها قادرة على تحمل الهزيمة بروح رياضية، إلا أن البعض يريد جعل الرياضة منصة لإطلاق قاذفات الهاون. ماذا يعني أن تخرج مصر من كأس العالم وتدخل الجزائر. ماذا يعني لو أن العالم العربي (بدوله المختلفة) دخل لمسابقة كأس العالم؟ فجميعنا (العرب) ليس لنا إلا الحضور الشرفي ثم تلقي الهزائم المرة من فرق العالم والخروج من الدور الأول من غير أن نغسل وجوهنا من أي هزيمة تلحق بنا حتى ولو بهدف واحد. وأن تخرج دولة أو تدخل دولة عربية أخرى، فهذا حضور ينتهي من الدور الأول، فهل يكون ثمن هذا الحضور غير المشرف الاقتتال إعلاميا وسياسيا بين دولتين عربيتين كبيرتين؟ كان من المفترض أن تطفأ هذه النار قبل أن تمتد ألسنتها، وقبل التراشق الإعلامي غير النظيف لكن هزائمنا الداخلية وأزماتنا الاقتصادية الخانقة تبحث عن منفذ لتنفيس هذا الضغط المهول المعشعش في صدور المواطنين مما يجعل أي فعل قابلا لأن تتأجج فيه المشاعر، وتتحول إلى حمم بركانية كنوع من تخفيف الضغط الداخلي. هذه الحرائق الصغيرة يجد فيها المغيبون عن واقع الأمة فرصة للنفخ، وإبقاء الهالة الإعلامية ساطعة حول (النافخين) للنار، كي يبقوا في ذاكرة مجتمعاتهم، ووجد (هؤلاء) في هزيمة المنتخب المصري قضية وطنية (وهمية) تبقيهم في الذاكرة كوطنيين أحرار بينما في حقيقة الأمر هم يفتون عضد وحدة هذه الأمة المتضعضعة أصلا، ولو أنهم تذكروا مصر العظيمة التي قادت الأمة للوحدة والنضال لما جلسوا ينفخون في النار. ويصبح الوضع الذي وصلت إليه الحالة الإعلامية في البلدين بحاجة إلى الحكماء في إطفاء حريق الصبيان المشتعلة والتي ليس لها من نتائج سوى تعميق الجرح وفتح البطن لتتدلى أمعاؤنا من أجل هزيمة كروية كانت ستحدث من الجزائر أو ضدها أو من غيرها. فلينهض الحكماء لإطفاء حرائق الصبيان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة