كثيرون هم الذين يسعون للخير ويبحثون عن مصادره ومن هذا الخير السعي في خدمة الفقراء عبر تسهيل أدائهم لفريضة الحج ضمن حملات مجانية ضخمة .. لكن السؤال: هل تقوم تلك الحملات بعملها بشكل متقن، أم أنها كانت رغبة في الخير دون التحقيق التام للمتطلبات؟ تفتقد الترتيب بداية تحدث إلينا أيمن «أحد المنظمين لتلك الحملات المجانية والعاملين فيها سابقا» فقال: ذهبت مع إحدى الحملات المجانية لأجل أداء شعيرة الحج، وعملت معهم مشرفا لإحدى الحافلات، لكني وللأسف وجدت بعض المعاناة فلم تكن الأمور سهلة أو ميسرة أو تسير على الشكل اللائق. وعن سبب المشاكل والتقصير، أفاد أيمن أنه يعود إلى افتقاد الحملة المجانية للترتيبات الإدارية فلم يكن هناك تنظيم أو خطط إدارية تسير على نحو لائق إضافة إلى أن الحافلات لم تكن تسير بشكل منظم ولم تتخذ في سياستها أوقاتا معروفة. ويضيف: مازلت أتذكر ذلك اليوم الذي وصلنا فيه إلى عرفة عصرا أي في وقت متأخر وسبب التأخير هو حركة الحافلات غير المنظمة، لذا ضاعت بعض السنن على من حج لأول مرة، بل وتسبب الإهمال في مكوثنا داخل الحافلات يوم عرفة، مشيرا إلى أن مخيمات تلك الحملات تقبع في آخر منى (فئة ه) . مختتما: أنا لا أقوم بالتحذير من تلك الحملات التي تبحث عن الثواب في عملها الخيري إلا أنني أنصح الحاج بالتأكد من آلية عمل الحملة قبل الانضمام إليها حتى لا يفاجأ بالمستويات. السبب الشركات بيد أن أنور الذي التحق بثلاث حملات مجانية مختلفة وعمل فيها مشرفا يرى أن المكمن الأول والسبب الرئيسي لكثرة سلبياتها كونها لا تتحرى التعاقد مع شركة جيدة للحج، فهي تتفق مع أي شركة مما يوقع هذه الحملات في حرج ونصب واحتيال من أصحاب تلك الشركات. وقال: إن الأمثلة كثيرة التي تبين لنا بعض ما عشناه وعانيناه من قبيل رداءة خدمات الطعام التي لم تكن على الوجه اللائق، «وأذكر في إحدى المرات جيء إلينا بطعام مطفف بالماء وأعطونا إياه بطريقة سيئة وقالوا لنا كلوا» ويتابع «لو أخبرتك عن المواصلات فهي سيئة والسبب أن هذه الشركات لا تراعي أحوال الناس كالنساء مثلا وقد عاصرت في إحدى المرات موقفا محرجا مع خدمة الحافلات فلا أنسى اليوم التاسع في عرفة عندما أردنا النفرة إلى مزدلفة لنفاجأ بعدم وجود الحافلات مما جعلنا ننفر إلى مزدلفة سيرا على الأقدام رغم وجود نساء معنا، ناهيك عن الواسطة التي تتدخل أحيانا في طريقة قبول الناس المشاركين في الحملة». اختلطت الأمور إلى ذلك أوضح نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء المجتمع خالد السندي «وهو أحد المسؤولين عن تلك الحملات المجانية» أن جمعيته التي توفر الحج المجاني للناس وتحرص على العناية بهم فهي أولا وأخيرا من الصدقات والله تعالى يقول: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) . وبين أن تلك الاتهامات التي تلقى على عاتق الحملات المجانية غير صحيحة، وقال: قد حجت معنا مجموعة في العام الماضي وقمنا بتسكينها في أرقى المخيمات -أي في مجموعة «أ»- وسكن آخرون في أبراج منى وهذه مساكن لا يستأجرها إلا التجار وأصحاب الأموال، ويضيف، إننا نقوم في جمعيتنا باستئجار حملات رسمية حتى يكون حجنا على وجه رسمي لائق ونسعى دائما للأفضل. وعلل انتقاد الناس لبعض هذه الجمعيات بأنه «انتقاد لبعض الأعمال الفردية الخيرية وليس للجمعيات والحملات فهناك من الناس من يحمل الحجاج إلى هذه الشعيرة من عنده ثم يقصر عليهم في الحج أو يتركهم مما يختلط الأمر لدى الناس فيشعلون الانتقادات على الحملات الخيرية». يشار إلى أننا في ملحق (الدين والحياة) قد طرحنا عددا من الاستفسارات على الجهات المعنية بوزارة الحج حول ظروف حملات الحج المجانية، وما إن كانت لها لوائح ضابطة، إلا أننا لم نتلق أي إجابة تذكر.