ذهب أخي خالد السليمان بعيدا في تفاؤله حين قال في معرض احتجاجه على مدير عام بنك التسليف والإدخار لعدم رده على «سؤال لا يهدأ» ومضي 60 يوما على «طناشه»: «كنت أظن أن هذه النوعية من المسؤولين قد انقرضت في عصر الشفافية والانفتاح على المعلومة وتعزيز الإيمان بأهمية دور الاعلام»، بل إن أخي خالد بالغ في حسن ظنه وهو يقول إن مدير عام البنك قد كرس صورته كأكثر المسؤولين تجاهلا لدور الصحافة وعدم إيمان بوظيفتها كحلقة وصل بين المسؤول والمواطن.. لو كان خالد قرأ مقالي في صحيفة المدينة حين بدأت نشر زاويتها اليومية (بلاغ عاجل) ومعها صحيفة عكاظ بزاوية (سؤال لا يهدأ) لأدرك أني لم أبالغ حين اخترت عبارة (في المشمش) عنوانا لذلك المقال، بل ونصحت الصحيفتين وغيرهما من الصحف المتفائلة أن تستخدم هذه العبارة عنوانا لأي سؤال أو استفسار توجهه لأي مسؤول. بل إنني قلت إنه بالإمكان أن تكون أسماء الصحف كلها «في المشمش» لأن المردود من طرحها وتساؤلاتها واستفساراتها لا يساوي أدنى ما يسفح من حبر على أوراقها. ما الجديد يا أخي خالد في إهمال مدير عام بنك التسليف والإدخار لسؤال الصحيفة؟. أليس واحدا من مجموع كبير من المسؤولين لا يؤمنون بوظيفة الصحافة، ولا يرون لها ضرورة، بل ويود بعضهم لو يؤخذ على أيدي المتطاولين فيها من كتاب ومحررين، الذين لا هم لهم سوى مناكفة المسؤولين الجهابذة وانتقاص إنجازاتهم العظيمة، وإشغالهم بكلام فارغ لا أساس له من الصحة ومجاف للحقيقة؟. إن مدير البنك بإهماله هذا يتمثل الشاعر القائل: «وما أنا إلا من غزية»، فلماذا نلومه وهو «عود في حزمة»؟. إذا كانت الصحافة سلطة رابعة فإن المسؤولين في الدول المتحضرة يحترمونها؛ لأنهم قد احترموا السلطات الثلاث قبلها، أو أن هذه السلطات هي التي تجبرهم على احترامها، فإذا كان كثير من مسؤولينا لا يقيمون وزنا لتلك السلطات فكيف نريد منهم اهتماما بالصحافة أو تقديرا لدورها؟. إن هؤلاء المسؤولين يا أخي خالد وأنت أعرف يستنسخون من مرحلة لأخرى ومن جيل لآخر، فكيف تظن أنهم انقرضوا؟، إنهم ضرورة قصوى للتخلف وزحفنا البطيء نحو الأمام، وصدقني لا يهمهم كل هذا العويل الذي نمارسه، لأن حالهم كما قال الشاعر عبد الله البردوني: من ذا يهم الأمر يا أمرُ. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة