وصف تجار ذهب في المنطقة الشرقية حركة البيع المعاكس (الذهب المستعمل) بالنشطة للغاية، خصوصا أن الارتفاعات الكبيرة التي وصل إليها المعدن الأصفر، شجعت الكثير من المواطنين على التخلص من الجزء الأكبر من المخزون، مشيرين إلى أن العروض التي تتلقاها محلات الذهب خلال ساعات الدوام الرسمي في تزايد مستمر، حيث لا تقل عن خمسة إلى عشرة عروض يوميا، فيما تختلف كميات الذهب من زبون لآخر، فالبعض يعرض مشغولات تصل إلى كيلوغرام، فيما لا تتجاوز كمية المعروض لدى الزبون الآخر 200 – 300 غرام. وقال علي الدجاني (تاجر) إن شراء الذهب المستعمل يواجه مشكلة أساسية تحول دون قدرة المحلات على شراء جميع المعروض، فالسيولة المحدودة لدى العديد من المحلات تجعل عملية الشراء صعبة للغاية، لاسيما أن أغلب المحلات تضع ميزانية محددة يوميا لعمليات شراء الذهب المستعمل، وبالتالي فإن التوسع في عمليات الشراء أمر غير محبذ لدى العديد من محلات الذهب في الوقت الراهن، نظرا لوجود أزمة حقيقية في توفير السيولة اللازمة، مشيرا إلى أن بعض المحلات تضع سقفا محددا لشراء الذهب المستعمل، بحيث لا يتجاوز كيلو واحد، فيما البعض الآخر يضع سقفا لا يتجاوز 2 كجم، بينما السيولة القليلة لدى بعض المحلات تدفعه إلى تضييق عمليات الشراء، بحيث لا تتجاوز 500 غرام يوميا. وأكد أن الجزء الأكبر من نشاط محلات الذهب في الوقت الراهن يتمحور في شراء الذهب المستعمل، فيما يواجه الطلب على المشغولات الذهبية ركودا شديدا، جراء استمرار ارتفاع الذهب في الأسواق العالمية، حيث استقر السعر مع إغلاق البورصة يوم الجمعة عند 1044 دولارا مقابل 1033دولارا للأونصة في بداية التعاملات يوم الاثنين الماضي. وأوضح أن شبح الركود وعدم تحرك الأسواق بالشكل المطلوب، شكل عاملا أساسيا في اتباع سياسة جديدة لدى مصانع الذهب في تقليص إنتاجها خلال الفترة القليلة الماضية، بحيث خفض مستويات إنتاجها بحوالى 60 في المائة مقارنة بالفترة الماضية. حالة ترقب من جانبه، أوضح عبد اللطيف الناصر (تاجر) أن التخوف من استمرار ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية يشكل عاملا أساسيا في حالة الترقب الذي تسود الحركة في الأسواق المحلية، خصوصا في ظل المؤشرات والتقارير الاقتصادية التي ترجح وصول السعر إلى 1200 – 1250 دولارا للأونصة الواحدة مع نهاية العام الجاري، حيث اقترب سعر المعدن الأصفر من الوصول إلى حاجز 1100 دولار عندما اخترق حاجز 1080 دولارا منتصف أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن ضعف الحركة الشرائية في الأسواق المحلية صاحبها حركة معاكسة تمثلت في اتساع دائرة البيع للذهب المستعمل، حيث حاول البعض استغلال فرصة الارتفاعات غير المسبوقة للذهب في الأسواق العالمية بالحصول على مكاسب مالية، من خلال التخلص من مشغولات الذهب القديمة الموجودة لديه وتحقيق مكاسب تتجاوز قيمة الشراء قبل عامين أو ثلاثة أعوام، مشيرا إلى أن سعر الذهب المستعمل وصل حاليا إلى 105 ريالات للغرام الواحد، فيما تتراوح أسعار المشغولات الذهبية الجديدة بين 130 – 145 ريالا للغرام الواحد. وأوضح أن البورصات العالمية تستعد لجولة جديدة من الارتفاعات المتواصلة، مما يعيد الوهج مجددا للمعدن الأصفر، نظرا لاستمرار ضعف العملة الخضراء الأمريكية مقابل العملات الرئيسية العالمية، ما يجعل الذهب الملاذ الرئيسي لجميع المستثمرين، وبالتالي إعطاء زخم قوي لتحطيم الأرقام التي حققها خلال أكتوبر الماضي.