كثيرا ما نسمع عن معاملة بعض الناس للخدم بقسوة وجبروت دون رحمة وشعور إنساني، دون مراعاة لحقيقة أن الخدم بشر مثلنا، لديهم أحاسيس ومشاعر، والإسلام دعا إلى معاملة الخدم بالرحمة واللطف واللين والعفو ومساعدتهم وعدم تحميلهم مالا يطيقون، فقد قال عنهم رسول الله عليه الصلاة والسلام: «هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعينه عليه». ومن هذا الحديث نرى أن حسن معاملتهم ليس من باب الوجاهة لكنه حق.. إن سلبناهم حاسبنا الله تعالى عليه. فمن حقوق خدمنا علينا النظر إليهم نظرة رحمة ورأفة، فهم إخوة لنا فضلنا الله عليهم بشيء من السعة المادية، فلهم منا كل احترام، فصغيرهم نرحمه وكبيرهم نوقره، ندعوهم بأسمائهم، لا أن نختار لهم أسماء تتفق مع أمزجتنا وهوانا، ويجب إطعامهم مما نأكل، وليس ما يتبقى منا، وأن نحرص على توفير السكن المناسب لهم وتوفير الحد المعقول من وسائل الراحة فيه، وأن لا نكلفهم من العمل ما لايستطيعون، بحجة أنهم يتقاضون على ذلك أجرا فمن لايرحم لا يرحم، والعفو عن زلاتهم قدر الإمكان، وإن اقتضى الأمر محاسبتهم فبما يتفق مع القانون والشرع وشروط العقد، وإعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة من مرتبات ومكافآت وحوافز وإجازات وكل حق لهم نص عليه العقد الذي يلزمهم أيضا بالقيام بواجبهم وتأدية مهماتهم على الوجه الأكمل. فأنا على يقين أن أحدا منا أو معظمنا لم يطلع يوما على عقد العمل بينه وبين السائق أو الخادمة أو أي عامل لديه، وهذه ملاحظة جديرة بأن تنال قدرا من الاهتمام ليس على مستوى عقود الاستقدام ولكن على كل المستويات، فنحن مجتمع نوقع على العقد دون أن نقرأه ونفاجأ عند حدوث أي إشكالية أنها معتمدة في العقد الذي وقعنا عليه. أحمد يحيى المشيخي الشقيق