ليس جديدا في تاريخنا الإسلامي تخييم الخيال في الوعظ الزجري، والخروج من الواقع إلى وصف مغيبات لم يصفها القرآن الكريم، ولا السنة الصحيحة المطهرة، ففي بعض خطب الوعظ السائدة نسمع ونقرأ عن مواعظ تهيج العوام، وقليلي الثقافة بالكثير حول أشياء، وأحداث غير حقيقية يعجز عنها خيال السينما، فتجد ثلة من الوعاظ المفوهين يتبنى في الكلام وصف ذنوب ومعاصي حدثت في مخيلته، ويكبرها ويشن حربا شعواء عليها وكأنها موجودة هنا، أو هناك، وأنها من أكبر الأخطار على المسلمين، وفيها خراب عقيدتهم، ودينهم، ودنياهم، ثم يصنف أنواعا من العقاب بعد لم نسمع بها من قبل في دين أو مرويات صحيحة، ويحكم بها على الفاعلين، وهو باب الترهيب المعروف، وله كتب تشبه في بعضها كتب الأساطير، وبعض ما يقولونه لا يستند إلى كتاب، أو سنة، وبعض أهل العلم الصحيح ينهون عن ترويج مثل هذه المتخيلات. هذا الخطاب يوجه في كل مناسبة من مناسبات الأحداث، والتطورات من وعاظ، وأحيانا بتوصيف واقع متخيل، كما حصل عندما وظفوا أقلامهم، وحناجرهم بدعاوى غير صحيحة عن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فهم ألفوا القصص حول مفاسد متخيلة، وبدع لم توجد، ولم يحاولوا ولو مرة وصف الواقع والوعظ حوله، بل إنهم لا يعرفون أنها إنجاز علمي يفتخر به المسلمون والعرب، ولم يكلف أحدهم نفسه لمحاولة الاطلاع بدل التخيل الذي يحثه إعلام مغرض خفي يريد الإساءة لما يتحقق في المملكة من إنجاز باركه البعيد قبل القريب. جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي مطلب إسلامي وعربي لمقاومة الخرافة، وتكسير الأصنام الوهمية التي يرفعها البعض في المخيلة الشعبية، وطريق للنور من ظلام الجهل، وقد أمر المسلمون بالعلم في آيات الذكر الحكيم، وسنن المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، ولأن أكثر المنتفعين يبيعون على الناس الخرافة، والتخلف ملفوفين بغطاء الدين السمح الذي طلب من المؤمن النظر، والتفكر، وطلب العلم والعمل به وله، فأين هؤلاء من كل هذا ليروجوه، ويدعوا الناس لما دعا الله له عباده. الحمد لله أن عندنا من العلماء من رد الحق إلى نصابه، ونهى العوام عن اتباع ما يمليه هوى النفس، والتثبت قبل القول، وكما قال العلماء الكبار إن بلادنا تحكم بمنهج الإسلام، ولا يعقل أن تقام فيه مؤسسات تتعارض مع الدين السمح، ومن هذا المكان ندعو العلماء الكرام لمواصلة الجهد بدحض افتراءات الفئات المتشددة التي تتبنى أفكارا مضخمة من المخيلة يمليها أناس لهم مآرب أخرى في تسيس الدين الحنيف. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة