أنشطة واهتمامات وأولويات بلدية محافظة العقيق تسير فيما يبدو في الاتجاه المعاكس، سواء للتعليمات المبلغة أو للمنطق السليم، فالجهود مركزة على الأحياء العشوائية وتنمية مناطق التعديات التي لا يملك الغالبية من أصحابها صكوكا معتمدة، من ناحية السفلتة والإنارة وتخصيص مرافق عامة، وتضرب الصفح جانبا عن الأحياء المخططة والهامة وهذا واضح وجلي في معظم أحياء المحافظة ومثال ذلك إهمال مخطط غرب المحافظة (جفن) الذي يعتبر أكبر أحياء منطقة الباحة من ناحية عدد القطع (قرابة 1000 قطعة) والأكثر نموا إذ أن ما يقارب من ثلث الحي مأهول بالسكان أو يوجد به إنشاءات جديدة. وقد بدأت بالسفلتة فيه منذ عشر سنوات بشكل بطيء جدا وخجول لطبيعة مقاوليه الأكثر تعثرا في التنفيذ لتواضع إمكاناتهم، حتى قطع أراضي المدارس لازالت البلدية تتلكأ في إفراغها ووقفت عائقا دون إنشاء مشاريع تعليمية بها رغم مطالبات إدارات التعليم، بل إنها رفعت للوزارة بتعويض بعض المواطنين المتضررين بتداخل هذه الأراضي في نظرة لا تعطي الأولوية للمرافق العامة. البلدية بتوجهها هذا تعطي الناس إيحاء ورسالة مفادها أن الاعتداءات على الأراضي ومخالفة الأنظمة سيكون نهايته مكافأة إيصال السفلتة والإنارة والخدمات ومزيدا من الاعتناء والاهتمام وإيصال الخدمات ويعزز هذا الشعور بإهمالها لمخططات جوهرية وتنموية قامت على أسس هندسية مدروسة. أخيرا ومن المفارقة أن أحد المخططات الخاصة الحديثة في نفس المحافظة ضرب صاحبه مثلا رائعا يستحق أن تقتدي به بلدية المحافظة للانجاز عندما قام المالك وفي خلال سنة واحدة بسفلتت مخططه الخاص وإنارته بشكل رائع وإفراغ صكوك المرافق وسمح ببناء مجمع مدارس وبناء مسجد جامع على أروع طراز وهو ما عجزت عن فعله البلدية الموقرة في المخططات التابعة لها بكامل طاقمها ومهندسيها ومجلسها البلدي طوال أكثر من عشر سنوات. غانم محمد الحمر الباحة