أكد رئيس الاتحاد العالمي للتجارة والصناعة في الشرق الأوسط خلف العتيبي على أهمية الصناعة في المملكة بوجود أكثر من أربعة آلاف مصنع بإيرادات تقدر بمائتي مليار ريال عدا المصانع البتروكيماوية. وأضاف في حوار أجرته معه «عكاظ» أن هذه الأموال تستحق أن تتضافر الجهود للارتقاء من خلالها بالصناعة في المملكة وحل كل مشاكلها، بدءا بالأراضي الصناعية والاستقدام وغيرها، مشيرا إلى أنه استثمر في أغلب دول العالم، لكنه لم يجد تسهيلات وحرية رؤوس أموال وإجراءات كالموجودة في المملكة. وفي ما يلي وقائع الحوار: • بحكم رئاستكم للاتحاد العالمي للتجارة والصناعة في الشرق الأوسط، ما هو هذا الاتحاد وما هو دوره وأثره في التجارة والصناعة الشرق أوسطية؟ - الاتحاد العالمي للتجارة والصناعة والاقتصاد هو اتحاد من مؤسسات المجتمع المدني أسس في عام 1946م ويضم كل الصناعيين والحرفيين وأصحاب المهن في أوروبا وقد رأوا فتح قنوات مع الشرق الأوسط وضم دوله، ورشحت لرئاسته بإجماع جميع الأعضاء في الشرق الأوسط. • أنت أيضا عضو في جمعية البرلمانيين والوزراء الفرنسية، والغالبية العظمى في المملكة لا يعرفون شيئا عن ذلك، هل لك أن تطلعنا على كيف رشحت لهذه العضوية؟ - الحقيقة هذا دور الإعلام ليبرزنا كمواطنين في الجمعيات والتنظيمات العالمية الاقتصادية. وبالنسبة إلى جمعية البرلمانيين والوزراء الفرنسية نحن نعمل في دبي في المجال الفندقي وإدارتنا فرنسية ورشحني الفرنسيون أنفسهم لهذه العضوية التي تضم أغلب البرلمانيين والوزراء الفرنسيين ورجال الاقتصاد الفرنسي، كما تضم بعض العرب وأنا منهم. جائزة المبدعين • أعلنتم أخيرا عن تأسيس جائزة تمنح للمبدعين والمبتكرين وللعمل الصحافي الاقتصادي.. ما الذي تتوقعونه من مثل هذه الجوائز؟ - الجائزة تهدف إلى دعم التجارة والصناعة في المملكة وكنوع من واجبنا الاجتماعي تجاه الوطن وأبناء هذا الوطن ومبدئيا اقترحنا أن تكون الجائزة بأربعة فروع: الأول: لأفضل منتج وطني 100 في المائة، بمعنى أنه إنتاج سعودي بخامات محلية دون أن يدخل الاستيراد في أي جزء منه. الثاني: لأفضل مشروع تجاري من حيث فكرته وسرعة نموه وتطويره بحيث لا يتجاوز عمر المشروع ثلاث سنوات. الثالث: لأفضل اختراع سعودي قابل للتسويق، حيث لاحظت وجود مخترعين سعوديين يملكون اختراعات جيدة ومبتكرة ومن واجبنا تشجيع هؤلاء على مواصلة هذه الأعمال. وأخيرا جائزة سنوية لأفضل صحافي اقتصادي على مستوى محافظة جدة. وفي حالة الموافقة على هذه الجائزة سنشكل لجانا متخصصة لكل فرع لتحديد شروط قبول المشاركات وآليات اختيار الأفضل وقيمة الجوائز الأربع، وقد تكون بدايتها على مستوى محافظة جدة، وأتوقع أن تحقق الجائزة الأهداف المرجوة من دعم الصناعة والتجارة، وكذلك المساهمة ولو بجزء بسيط في دفع عجلة التنمية. • كيف ترون مستوى المنافسات الانتخابية بين مرشحي الغرفة التجارية وهل تعتقد بأن الأسلوب المتبع حاليا سيخدم الغرفة والقطاع الخاص؟ - المستوى جيد وكذلك التنافس ووعي المرشحين وتقدمهم للغرفة وهم يعلمون كلهم أنه منصب تكليف وتشريف وأعتقد أن كل من رشح نفسه هدفه خدمة جدة والمنافسة شريفة، وأتمنى التوفيق للجميع. وبالتالي أعتقد أن الدورة التاسعة عشرة حققت إنجازات كبيرة، وأنا متأكد أن الدورات منذ تأسيس الغرفة حققت أيضا إنجازات جيدة وكل مرحلة تتطلب عملا آخر، لأن آلية العمل تختلف. المسؤولية الاجتماعية • بماذا تفسر غياب الكثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص تجاه المسؤولية الاجتماعية؟ - أعتقد أن هناك شركات كثيرة جدا تضطلع بالمسؤولية الاجتماعية تجاه البلد، وهي رائعة وإذا غاب عن ذلك كثير من المؤسسات فلا أعتقد أن على الإعلام التركيز على ذلك، لأن المجتمع له حق علينا ونحن نستثمر في أماكن كثيرة من العالم ولم نجد تسهيلات وحرية رؤوس أموال وإجراءات مثل ما نجده في بلدنا المملكة العربية السعودية. لجان الغرفة • هناك أكثر من 50 لجنة تتعلق بأنشطة القطاع الخاص في الغرفة التجارية تضم في عضويتها مختصين كل في مجاله ومثال على ذلك تجد التاجر عضوا في اللجنة التجارية والصانع في اللجنة الصناعية وهكذا.. هل حققت هذه اللجان أهداف وطموحات المشتركين والمنتسبين للغرفة أم أنها تخدم مصالحها؟ - اللجان ظاهرة صحية في الغرفة والكثير من قراراتها في مصلحة المنتسبين، وقد حققت الغرفة إنجازا كبيرا بأن أصبح لمنتسبيها من الدرجة الأولى والثالثة والرابعة حق التعويض في حالة الوفاة بمبلغ 100 ألف ريال من مسؤولية الغرفة، وهناك إنجازات كثيرة وربما توجد عوائق لتنفيذ بعض القرارات، ولكن من الممكن أن تذلل مع الوقت ويكون للدورة التالية نشاطا يتمم ما كانت عليه سابقتها. • ألا تعتقد أن التغيير في مجالس الإدارات وضخها بالدماء الجديدة بات مطلبا في ظل التغيرات الجديدة؟ - لا شك أنه مطلب، ولكن أيضا يجب ألا يستهان بخبرات الإدارات السابقة ومعرفتها، خصوصا أنها تعتبر بالنسبة إلى القادمين الجدد مرجعا ومن الضروري الاستفادة من خبرة الآخرين والتعاون مطلوب من الجميع، سواء إدارة بدماء جديدة أو إدارات سابقة. المساهمات الوهمية • كيف ترى السوق العقارية السعودية في ظل دخول شركات أجنبية للاستثمار فيها؟ - السوق العقارية واعدة ووجود المستثمر الأجنبي في البلد مهم سواء في القطاع العقاري أو غيره، لأن ذلك يؤدي إلى ضخ السيولة وعموما وجود المستثمر في المملكة جيد. • ما هو رأيكم في قضايا المساهمات العقارية الوهمية التي شهدتها السوق السعوديو أخيرا، وذهب ضحيتها عدد من المواطنين؟ - نحن الآن بانتظار تنظيم جديد للمساهمات العقارية ولكن يجب أن يكون المجتمع واعيا تجاه هذه المسائل، وإذا سمح بمساهمة أو بشيء من هذا القبيل عليه أن يلجأ إلى الجهات المعنية ويستفسر منها عن صحتها وترخيصها وغير ذلك كي لا يقع ضحية لها. • ما هي الحلول لمعالجة السلبيات التي تشهدها الأسواق السعودية سواء في ما يتعلق بالعقار أو غيره من الاستثمارات الوهمية الأخرى التي أهدرت المليارات من الريالات مثل مساهمات بطاقات سوا وغيرها؟ - الحلول هي طرح تنظيم للمساهمات بشكل صحيح من خلال الشركات المساهمة المدرجة في السوق وعلى المستثمر أن يكون على درجة عالية من الوعي، وأن يستفسر من الجهات المعنية وأي شخص يتقدم لأية جهة معنية ويسأل سيجد الإجابة الشافية، وعليه إلا ينجرف وراء الأرباح الوهمية والمقصود بها التغرير بالناس وأخذ أموالهم. مشاكل الصناعيين • بعض رجال الأعمال الصناعيين يشتكون من مصاعب تواجههم، ما هي هذه المصاعب وما هي الحلول لها؟ - الحقيقة أنا أحد الصناعيين الذين يواجهون مشاكل كثيرة من ناحية الأراضي الصناعية واستقدام العمالة ومن نواح كثيرة وقيادتنا الرشيدة تعي أهمية الصناعة وأنها مهمة لتقدم البلد وزيادة إيراداته، وفي المملكة أكثر من أربعة آلاف مصنع والسيولة التي تديرها المصانع تصل الى حوالى مائتي مليار ريال ما عدا المصانع البتروكيماوية. وأعتقد أن على الصناعيين ان تتضافر جهودهم مع الجهات المعنية سواء وزارة التجارة والصناعة أو هيئة المدن الصناعية وهذه قضية مهمة يجب علاجها بشكل سريع لتسهيل امور الصناعيين.. أيضا الدولة قدمت الكثير من القروض الصناعية من خلال صندوق التنمية الصناعي وصناديق تدعم الصناعة وعلينا أن نتعاون كقطاعين خاص وعام على تذليل كل المصاعب، خصوصا تلك المتعلقة بالأراضي واستقدام العمالة والمواد ولدينا ميزة ان المواد الأولية للصناعة لا تخضع للجمارك وهذه تقدم تسهيلات كثيرة للصناعيين، ولكن نحتاج أشياء أكثر حتى تتمكن الصناعة من التطور والنمو. • أخيرا كيف ترى دور الإعلام في تنمية المجتمع؟ - لا شك أن الصحافة ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لها دور كبير في تنوير المجتمع، ونحن في الغرفة التجارية نحتاج إليها بشكل يومي. وأرى أيضا أن الصحافة هي الرقيب الذي يصحح المسار عندما يخطئ من يتحمل المسؤولية.