أكدت ل «عكاظ» الدكتورة س، م زوجة أستاذ الآثار في جامعة أم القرى الذي عثر عليه ميتا في مكتبه مساء الجمعة الماضية أن اللحظات الأخيرة التي سبقت حادثة وفاة زوجها الدكتور ناصر الحارثي تتصف بالعصيبة، حيث عمد إلى الانزواء والعزلة والنوم المستمر والامتناع عن الحديث مع أي من أفراد أسرته والامتناع عن الأكل حتى نقص وزنه بشكل مفاجئ. وأوضحت زوجة أكاديمي مكة أن عند سؤالهم له عما يعتريه من حال كان يبرر ذلك بإصابته بمرض السكر حين لا يجد مبررا منطقيا، مضيفة «كان يمتنع عن تناول الوجبات التي كان يفضلها في السابق، وكنت دائما ما ألح عليه بالخروج من المنزل ومرافقة أصدقائه أو الخروج سويا للتنزه لكنه كان يرفض ذلك مفضلا البقاء في المنزل، حيث لازم المنزل طيلة شهر رمضان عدا أوقات قليلة كان يخرج فيها لقضاء حاجة ويعود فورا إلى المنزل». وأضافت «ولم أره يخرج إلا يوم العيد لأداء الصلاة، ولم أشاهده بعدها إلا رابع أيام العيد حيث أخذني إلى أسرتي وقضينا معهم نحو نصف ساعة ثم عدنا إلى المنزل، وآخر مرة رأيته قبل وفاته كانت فجر يوم الخميس حتى أبلغني أولاده بوفاته، لكنني كنت أعتقد أن وفاته كانت طبيعية، ولم أعلم بوفاته منتحرا إلا أثناء تلقي العزاء». ولا تخفي الزوجة الثانية لأستاذ الآثار في جامعة أم القرى صدمتها بتفاصيل الحادثة التي شوهت السيرة العطرة لأستاذ الآثار، مشيرة إلى أن الدكتور ناصر الذي خسره المجتمع كان طيبا مع أبنائه ويحقق لهم كل ما يطلبونه ولم يقصر في حق أحد منهم، وله صفات ومميزات وإسهامات قد لا تكون موجودة في غيره. وقالت «أشهد الله أن هذا الرجل كان رجلا عاقلا متزنا ورحيما وعطوفا، وما قلته الحق ولن أستطيع أن أوفيه حقه من المحاسن التي يمتلكها». ونفت الدكتورة س، م أن يكون الحارثي قد أصيب بمس من جن، لكنها عادت لتؤكد بأنه كان يعاني من ضغوطات داخل المنزل أثرت عليه، حيث يوجد مؤثرات داخل المنزل لا علاقة للأشخاص بها، وتم إحضار مشايخ رقية شرعية للمنزل بحضورها فكشفوا عن أوضاع مضطربة داخل المنزل. وأكدت أن الشيء الإيجابي الوحيد الذي أقدمت عليه الأسرة خلال معاناته لمواجهة ما طرأ عليه من تغيرات عرضه على مشايخ الرقى، والأخذ بنصائحهم. وحول الوصية ذكرت الزوجة الثانية أن زوجها الدكتور ناصر كتبها قبل وفاته بفترة قصيرة جدا، وتطرقت الوصية لكل ما يتعلق بالعائلة والالتزامات التي تتعلق بالديون والأقساط، مشددة على أن الدكتور ناصر الحارثي دعا في وصيته كافة أفراد عائلته إلى التآلف والمحبة والتعاون فيما بينهم. وأضافت «سنعمل نحن أفراد عائلته على تطبيق وصية المرحوم بإذن الله من خلال التكاتف فيما بيننا والتعاون وهذه هي السمة البارزة بين أبناء الدكتور ناصر وزوجاته، حيث الود والمحبة والتصافي».