أثار وضع شعار، من سطرين، يمدحان الرئيس الأسبق في ما يعرف بالاتحاد السوفييتي، جوزيف ستالين، على قاعة الدخول لمحطة المترو كورسكايا في العاصمة الروسية موسكو موجة من الغضب، إذ رأوا أن هذه الخطوة تعد تراجعا عن الديمقراطية وعودة لتلميع صورة لشخصية من رموز العهد الشيوعي السابق. ويقول الشعار، وهو من النشيد الوطني السوفييتي الذي وضع سنة 1944، «ستالين ربانا على الولاء للشعب، لقد ألهمنا للعمل وللبطولة»، ما دفع العديد من الناشطين بحقوق الإنسان والناجين من مخيمات العمل التي أنشأها ستالين إلى الاعتراض على هذه الخطوة التي أقدمت عليها السلطات الروسية. واعتبر النقاد، بحسب المصادر، أن هذه الخطوة تأتي في سياق تلميع الحكومة لصورة ستالين، الذي كان مسؤولا عن تقسيم أوروبا، ومقتل ما يقارب 20 مليون شخص، ومنشئ ما يعرف باسم المعسكر الشرقي أثناء الحرب الباردة، التي استمرت لما يزيد عن الأربعين عاما. ويرى هؤلاء النقاد أن إعادة الشعارين إلى هذه المحطة هو أمر خطير، لأنها موجودة على خط المترو الرئيس المؤدي إلى مركز المدينة، حيث يشاهدهما عشرات الآلاف من الناس يوميا. ومن جهتها، قالت مديرة مكتب موسكو للجمعية التذكارية الدولية، إيرينا شيرباكوفا، إن علمية إعادة الستالينية، هي خطوة للوراء بالنسبة للديمقراطية في روسيا، مبينة أن من الواضح أن الأمة الروسية قد تراجعت عن قبول الديمقراطية والحريات الفردية، كمبدأ لها. وأضافت شيرباكوفا، المسؤولة عن الجمعية المعنية بالحفاظ على الذاكرة المجتمعية للاضطهاد السياسي الذي مارسه الاتحاد السوفييتي السابق، إن عودة الشعار يظهر أن هناك انقساما في روسيا، حيث بحسب إحصاءاتها فإن 40 في المائة من الروس يؤيدون إعادة تلميع صورة ستالين، مما يعني بنظرها أن الناس لا يأبهون بما جرى لأجدادهم. وانتقدت شيرباكوفا الكرملين، معتبرة أنه من العبث محاولة أن تحاول أمة مثل روسيا أن تقوم بمحاولة ما يبدو إعادة كتابة للتاريخ، مبينة أنه «مهما قال أو فعل السياسيون، إن لم يرغبوا بقبول الماضي كما كان وعاملوه بالطريقة المناسبة، فإن الأجيال الحالية، الذين يكبرون وهم يرون أن الحرب العالمية الثانية كانت شيئا من الماضي، هم تحت خطر أن يعيدوا ارتكاب نفس الأخطاء المأساوية». ومن ناحيته، رفض الكرملين التعليق على المسألة، وقال مدير القسم الإعلامي في مؤسسة مترو موسكو، بافيل سوهارنيكوف، «نحن لا نرغب بأن نناقش هذه المسألة بعد الآن، ولكني لا أرى أن هناك أي دوافع سياسية وراء إصلاح وإعادة تطوير محطة كورسكايا». يذكر أن ستالين كان السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي عام 1922، وعند وفاة فلاديمير لينين، قائد الثورة البلشفية التي أطاحت بالنظام القيصري الروسي وأنشأت النظام الشيوعي، سنة 1924، وضع نفسه كقائد أوحد للدولة. وعمد ستالين إلى القضاء على أعداء الحزب الشيوعي في ما يعرف بالإرهاب العظيم، في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تم قتل عشرات الآلاف من الناس، فيما دفع بالملايين إلى معسكرات العمل.