كالعادة.. حقق برنامج «خواطر» لأحمد الشقيري، الذي يعرض على شاشة mbc النجاح الذي يستحقه، فقد حظيت (تشريقة) الشقيري اليابانية باهتمام قطاع عريض من المشاهدين كانوا يتابعون باستمتاع تخالطه المرارة حجم المسافة بين عالمنا العربي واليابان، ولكن ماذا لو شاهدنا الصورة من الزاوية المعاكسة؟!، ترى كيف ستكون الصورة من الجهة الأخرى للتلسكوب؟!. مثل هذين السؤالين لا يستطيع الإجابة عليهما سوى السيد نوبوأكي نوتوهارا الذي تمتد علاقته الوثيقة بالعالم العربي لأكثر من أربعين عاما، وقام قبل ست سنوت بتأليف كتاب صغير وجميل وعملي (مثل أي شيء ياباني) كتبه بالعربية وأصدره عن طريق دار نشر عربية وأسماه: (العرب.. وجهة نظر يابانية) وهو كتاب شهير وغير معروف في الوقت ذاته!، ولكنه في كل الأحوال (كتاب موجود) والحمد لله، فقد ضبطته متلبسا في مكتبة على طريق الملك عبد الله في الرياض قبل عامين تقريبا. لو كتب لي في يوم ما.. في مكان ما.. أن أسكن في فندق يعقد فيه إجتماع وزراء التربية والتعليم العرب، لاتجهت فورا إلى موظفي العلاقات العامة الذين يتجمهرون دون معنى أمام بوابة القاعة وتملقتهم حتى يسمحوا لي بدخول قاعة الاجتماع، وإذا ما وجدت نفسي (على الهواء مباشرة) أمام أصحاب المعالي الوزراء وصاحبات المعالي الوزيرات، فإنني سأفعل مثل أبطال المسلسلات البدوية حين يدخلون لاجئين إلى بيت شيخ العشيرة الكبير المكتظ 24 ساعة بوجهاء القبيلة، حيث سألقي بغترتي وعقالي في منتصف طاولة الاجتماع وأقول بأعلى صوتي: (تكفون يا وجيه الخير.. أنا داخل على الله ثم عليكم.. انكم تقررون حصة واحدة فقط لقراءة هذا الكتاب الصغير للشيخ نوبوأكي نوتوهارا، وهو من خيار العرب رغم أنه ياباني.. حصة واحدة من أربعين مليون حصة.. يقولون نمر بن عدوان تزوج أربعين امرأة أسمها وضحى عشان يعوض رحيل زوجته الأولى وحبيبته وضحى.. وحنا ما نبي منكم غير حصة من أربعين مليون حصة!). حفظ الشيخ نوبوأكي نوتوهارا شوارع القاهرة وأحاديث الفلاحين في أرياف مصر، ألف حياة الصحراء مع البدو في سوريا، وهام عشقا ببحر اللاذقية، خرج في رحلة ربيعية إلى جبال أطلس في المغرب وقضى أياما وليالي في طنجه، شاهد الكثير في رحلته إلى حضرموت، وتعمقت صلته بالثقافة من خلال ترجمة عدد كبير من الروايات والقصص العربية إلى اللغة اليابانية، وهذا هو أول (وربما اخر) كتاب يؤلفه في الاتجاه المعاكس (باللغة العربية)!. يرى نوبوأكي نوتوهارا، أن المجتمع العربي يعاني من غياب العدالة الاجتماعية وعدم المساواة أمام القانون، وهذا أدى إلى غياب المسؤولية العامة، حيث يتلف المواطنون المرافق العامة أو يسيئون استخدامها لشعورهم بأنها لا تخصهم، بل هي أملاك غيرهم، يستعرض صورا مضحكة مبكية للفساد والنفاق في العالم العربي، يؤكد أن طريقة تعامل العرب مع مختلف القضايا الصغيرة والكبيرة هي شيء لا يمكن تصديقه في اليابان، يتحدث عن رحلة القمع التي تبدأ في البيت والمدرسة وتتواصل إلى ما لا نهاية، تبدو تفاصيل الحياة اليومية مثل الحكايات الخرافية لليابانيين.. وبالمناسبة، هي (خرافية) حتى بالنسبة للعقل العربي، ولكن العرب الذين ألفوا العيش مع الخرافات، لا يلتفتون كثيرا لملاحظات العقل، وإذا كان الباحث أو الرحالة الغربي، الذي يعيش بين العرب ويدرس حياتهم يسمى (مستشرقا) .. فإن أفضل وصف يمكن أن نطلقه على السيد نوبوأكي نوتوهارا بحكم موقع اليابان الجغرافي والحضاري أنه.. (مستغرب )!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة