اليوم هو يوم الثلاثاء .. واليوم هو ثالث أيام عيد الفطر المبارك .. واليوم يحتفل كل المسلمين بهذا العيد .. واليوم يحتفل كل مسلم على طريقته .. واليوم يجمع فرحة المسلمين، رجالا ونساء وأطفالا!! نفرح اليوم جميعا لأن الله سبحانه أكرمنا بشهر الصيام؟ وهو خير الشهور، وأكرمنا بليلة القدر فيه، وهي أفضل ليلة في العام، ونفرح لأننا نأمل من الله أن يتقبل صيامنا وطاعتنا لنفوز برضاه وجنته .. والله - سبحانه - يتفضل بذلك!! ونفرح بالعيد لأننا مررنا بأيام عبادة سابقة يجب أن نفرح اليوم لأن الله أعاننا على أدائها فلابد من شكره، والفرح جزء من هذا الشكر. وأيامنا يجب أن تكون فرحا كلها مهما كان ظاهرها!! ومن تأمل قول رسولنا الكريم: «عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله له خير .. إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له .. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن». المؤمن يجب أن تكون لديه القدرة لكي يجعل حياته خيرا كلها .. والفرح مع الخير متلازمان. اما الحزين البائس فهو الذي يضيف إلى بؤسه وحزنه أشياء مثلها بدون ما يبرر ذلك، فيزيد همه هموما أخرى، ولايحقق شيئا من الخير له ولا لمن حوله. صناعة الفرح متعة، وإضفاؤها على من حولك سعادة، وهي قبل هذا وبعده عبادة، فأي شيء أحسن من هذا وأمتع منه!!! الأب يفرح عندما يرى أبناءه وزوجته سعداء من حوله أيام العيد .. والزوجة تفرح عندما تدخل السعادة على زوجها وأبنائها أيام العيد .. والجار يفرح عندما يشاهد مظاهر السعادة على جيرانه أيام العيد .. والمسؤول يفرح عندما يشاهد الناس سعداء فرحين أيام العيد .. وهكذا يتحول المجتمع كله إلى مجتمع سعيد ينبض بالحياة السعيدة .. وهكذا يتعلم المجتمع كله كيف يفرح طول العام، وكيف يجعل أيامه كلها سعادة!! وعوامل الفرح كثيرة .. منها لبس الثياب الجديدة، والمظهر الجميل البهيج. لكن الأكثر والأهم .. أن يكون ما في داخلنا أبيض نقيا مثل مظاهرنا الخارجية .. نفرح لكل أحد .. نحب الناس، نسعد معهم وبهم .. العيد كله فرح .. لكنه - أيضا - كله عطاء .. هكذا أفهمه .. وهكذا أتمناه. زيارة المرضى وإدخال السرور على أنفسهم عطاء مهم أيام العيد .. إدخال الفرحة على نفوسهم يجب أن يفرحنا أيضا كما يفرحهم .. زيارة الفقراء والمحتاجين .. تفقد حاجاتهم .. إدخال البهجة على قلوبهم .. يجب أن لاننساه أيام العيد. كم دعوة من فقير أو محتاج نكون أحوج ما نكون إليها هذه الأيام .. وديننا يحثنا على الوقوف مع كل محتاج .. هذه الأيام وكل الأيام!! زيارة المساجين وتفقد أحوالهم وتقديم العون لهم فرصة يجب أن لاتضيع. لا أريد التحدث عن زيارة الأقارب لأنها في ظني لا تحتاج إلى من يذكر بها، لكني أقول: إن من أهداف العيد، وبعد صيام رمضان، أن لانجعل في قلوبنا غلا على أحد، خاصة ذوي القربى. العيد فرصة نادرة لكي تصفو نفوسنا على الجميع .. ورسولنا الكريم يتحدث عن المتقاطعين ويقول: إن خيرهما من يبدأ بالسلام على أخيه!! أفلا نحب أن نستمتع بالحصول على ذلك الوصف الجميل من رسولنا الكريم فنكون الأفضل؟! العيد فرح وعطاء .. نفرح ونعطي من يستحق لكي يفرح هو أيضا .. نفرح عندما نبني أنفسنا .. ونفرح عندما نبني مجتمعنا .. ونفرح حينما نسهم في بناء أمتنا .. ونفرح عندما نعمل لنكون مجتمعا قويا متماسكا .. هذا هو العيد الذي أتمناه .. وهذا هو العيد الذي أفهمه. * أكاديمي وكاتب للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة