يحذر أطباء متخصصون من الإفراط في تناول المخللات التي تزيد من حدة الحموضة، والحلويات التي تمهد لزيادة الوزن في رمضان، والمأكولات التي تحتوي على الكثير من السكر أو الملح بعد الإفطار. وتقول أستاذة الكيمياء الحيوية المساعد في المركز القومي للبحوث الدكتورة عفاف عزت عباس: «إن الكثيرين من الصائمين يتناولون المخللات في شهر رمضان بالذات عن دونه من الشهور، نظرا لارتباطه بالأماكن الشعبية التي يرتبط عندهم رمضان بالمخلل والطرشي، وهذا ليس له أية علاقة بالصيام، وهي تعد نوعا من الفواتح أو المشهيات». وتضيف أن المخللات ليس لها أي تأثير ضار على الأشخاص غير المصابين بأي مرض، لكن ضررها الوحيد أنها تجعل الإنسان يشرب كميات كبيرة من الماء، وذلك بعد تناول الإفطار مباشرة وحتى السحور، إضافة إلى أن المخللات تجعل الصائم يشعر بالعطش طوال صيامه. وتحذر المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم من تناول المخللات، وذلك لأنها ستجعل ضغطهم في ارتفاع مستمر، ويمكنهم التعرض إلى أية مخاطر أخرى، كذلك المصابين بمرض الكبد والقلب ويرجع ذلك إلى أن الموالح تتسبب في احتباس المياه في أجسامهم مما يؤدي إلى إصابتهم بتورم في أقدامهم. تراث شعبي أما أستاذ الطب التكميلي وأمراض الكبد في المركز القومي للبحوث الدكتور سعيد شلبي، فيذكر أن الصائمين اعتادوا على تناول الحلويات في هذا الشهر الفضيل، والحلويات نوع من التراث الشعبي الذي يتميز به رمضان. ويلفت إلى أن هذه الحلويات «قد تؤدي إلى بعض المشاكل الصحية، فيلاحظ أنه في نهاية رمضان نجد الأشخاص المعافين صحيا قد زاد وزنهم، وبدأوا يعانون من السمنة بسبب كثرة تناول الحلويات وزيادة الطاقة الناتجة عنها من احتياج الجسم، مما يترتب عليه تخزين هذه الطاقة على شكل دهون داخل الجسم، ومما يجعل الشخص يعاني من مشكلة التخلص من السمنة الزائدة». سكر وملح وتشدد أستاذة الطب التكميلي والتغذية في المركز القومي للبحوث في القاهرة الدكتورة ليلى محمد لبيب على أهمية الابتعاد تماما عن المأكولات التي يكون فيها السكر والملح كثيرا جدا، ذلك لأنها تسبب العديد من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع الضغط وأمراض القلب والتهاب المفاصل والحساسية وأمراض الكلى، وقالت: «يجب أن يضاف الملح أو السكر بكمية قليلة جدا بعد الانتهاء من عملية الطهي لمنع دخوله إلى كل جزء من الطعام، ويظل سطحيا لتحسين الطعم فقط وبذلك نقلل من خطورته». وأوضحت أن من مساوئ السكر الأبيض حدوث مشاكل واضطرابات في الجهاز الهضمي، وذلك مثل الانتفاخ وعسر الهضم والحموضة في المعدة وهشاشة العظام والسمنة، وأمراض تنتج عنها تسوس الأسنان، مرض السكري، النشاط الزائد عند الأطفال. وبالنسبة للملح فإن الإفراط فيه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ويسبب تورم القدمين، كذلك هو سبب رئيسي للإصابة بسرطان وقرحة المعدة وتصلب الشرايين. وخلصت الدكتورة ليلى لتقديم «روشتة» العلاج المناسبة وهي استخدام السكر البني والعسل الأسود والأبيض لما فيهم من فوائد لا توجد في السكر الأبيض، كذلك الابتعاد عن الأطعمة التي تكون غنية بالملح مثل المكسرات المملحة، البسكويت، الدجاج، الجبن، الأسماك، الفاكهة المجففة، الجزر، السبانخ، والفجل.