بدأت مصانع وورش الذهب في المنطقة الشرقية عمليات التصنيع للموديلات الجديدة للمشغولات الذهبية بهدف تسويقها في شهر رمضان المبارك، لاسيما أنه يعتبر من أهم المواسم لدى القطاع، نظرا لارتفاع القوة الشرائية فيه. وقال مستثمرون في صناعة الذهب، إن تسويق الموديلات الحديثة التي تحاكي آخر ما أنتجه بيوت الموضة للذهب الأصفر، تبدأ في الغالب مع نهاية الربع الأخير من شهر شعبان الحالي، إذ يبدأ أصحاب المحال استقبال المشغولات الذهبية قبل حلول الشهر الفضيل بنحو أسبوع تقريبا وتستمر حتى الأسبوع الأول من شهر رمضان. وكان عدد من المصانع وورش الذهب في المنطقة الشرقية عمد إلى خفض الطاقة الإنتاجية للمشغولات الذهبية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بسبب تراجع الطلب على الذهب في الأسواق المحلية وتداعيات الأزمة المالية العالمية، إضافة إلى أن الارتفاعات المتواصلة لسعر المعدن الأصفر تمثل مصدر قلق لدى الكثير من الزبائن، حيث أغلقت تعاملات نهاية الأسبوع الماضي عند مستوى 950 دولارا للأونصة الواحدة، وبالتالي فإن المصانع لم تجد خيارا غير محاولة التأقلم مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة، خصوصا أن بريق المعدن الأصفر لم يعد يبهر النسوة كالسابق. وأوضح عبد اللطيف الناصر (تاجر) أن تقليص الطاقة الإنتاجية لمصانع الذهب وصل إلى 50 في المائة مقارنة مع المستويات في السنوات الماضية، الأمر الذي يعطي دلالة على المأزق الشديد الذي تعيشه تلك المصانع بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، مشيرا إلى أن أغلب محال الذهب أكملت استعداداتها لموسم شهر رمضان المبارك، من خلال التعاقد مع المصانع والورش لتزويدها باحتياجاتها. وأضاف، أن عجز بعض المحال عن الوفاء بالتزاماتها في تسديد الديون المستحقة تجاه مصانع الذهب، جراء تراجع الطلب في الأسواق المحلية على المشغولات الذهبية، يمثل عاملا مساعدا آخر على اضطرار تلك المصانع إلى تقليص حجم الإنتاج في الفترة الأخيرة. وأكد أحمد النمر (تاجر) أن شهر رمضان يعتبر موسما مهما بالنسبة إلى قطاع الذهب، الأمر الذي يدفع الكثير من التجار إلى الاستعداد للموسم من خلال توفير كل المشغولات الذهبية التي ترضي الزبائن، إذ يعتبر رمضان الموسم الأهم على الإطلاق. مشيرا إلى أن حالة التقلب التي تشهدها أسعار الذهب في البورصة العالمية، تلقي بظلالها السلبية على الأداء الاقتصادي في الأسواق المحلية، كما تخلق نوعا من فقدان الثقة في المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمار كما كان في السابق، فالاحتفاظ بالذهب لفترة طويلة يمثل نوعا من المخاطرة في الوقت الراهن، لأن الأسعار في حالة تذبذب وتقلب. أما التاجر علي الدجاني فأوضح أن الحركة على المشغولات الذهبية تبدأ في الغالب خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، حيث يعتبر النصف الأول من نصيب بعض القطاعات الاقتصادية، ومن أهمها قطاع السلع الغذائية، مشيرا إلى أن أسعار الذهب تتراوح بين 105 – 115 للمشغولات غير اليدوية و115 – 135 ريالا للمشغولات اليدوية، مضيفا أن الطلب في الوقت الحالي يتمحور على القطع الصغيرة، فيما فرضت الأزمة المالية على الجميع الابتعاد عن القطع الكبيرة مرتفعة الثمن، حيث يكثر الطلب على «نصف الطقم» يتراوح سعره بين 1500 – 3500 ريال، بالإضافة إلى بعض القطع الصغيرة التي تتراوح أسعارها بين 350 – 1500 ريال.