رفض الفنان السوري جمال سليمان التهمة التي تلاحقه بتكرار نفسه في الأدوار الصعيدية بعد تقديمه لشخصية صعيدية أخرى في مسلسل «أفراح إبليس»، مشيرا إلى أنه يحرص على التنوع في أداء أدواره، وشدد سليمان على أنه لا يلتفت للهجوم اللاذع من قبل الفنانين المصريين وأن ثقته في نفسه أكبر من اتهاماتهم، وبين أن العنصرية في الفن مرفوضة فالفن عمل إبداعي لا جنسية له، مؤكدا أن غيابه عن الأعمال المصرية في العام الماصي دليل على أنه لا يبحث عن عمل مصري بقدر بحثه عن عمل مميز، نافيا فشله في تقديم شخصية السلطان أبوالحسن في مسلسل (أهل الراية)، لافتا إلى أن مسلسل «فنجان الدم» سيعتبر نقلة حقيقية في تاريخ الأعمال البدوية وسيغير نظرة البدو تجاه أعمالهم، جاء ذلك في حوار أجرته «عكاظ» مع سليمان في مقر تصوير مسلسل (فنجان الدم) في ريف دمشق، فإلى التفاصيل: بداية يقال إنك تكرر نفسك بتجسيدك لدور صعيدي في مسلسل (أفراح إبليس) بعد نجاحك في تقديم حداق الشيطان قبل عامين؟. -أرفض اتهامي بتكرار نفسي، لأنني حريص على التنوع دائما ولا أقدم شخصية تشبه أخرى، وإذا عدت لأعمالي السابقة فستجد أنني قدمت خمسة أعمال تاريخية كل دور فيها لا يشبه الآخر، ولذلك أؤكد أن مسلسل «أفراح إبليس» مختلف تماما عن (حدائق الشيطان)، والتشابه قد يكون في شخصية الصعيدي، لأنه حتى في نزعة الشر الموجودة هنا مختلفة عن تلك في «حدائق الشيطان»، فالمسلسل تدور أحداثه في صعيد مصر وأجسد فيه دور العمدة رسلان القوي الشخصية، الذي يفرض سيطرته على أسرته، وهو تأليف الكاتب محمد صفاء عامر، وإخراج سامي محمد علي، ويشاركني في العمل نخبة من نجوم الدراما المصرية، منهم عبلة كامل وريهام عبد الغفور وأحمد سعيد عبد الغني وياسر فرج وآخرون. نلاحظ أنه ثاني تعاون مع نفس الكاتب والمخرج لماذا؟ - ليس هناك سبب معين، ولكن محمد صفاء عامر كاتب كبير والمخرج أيضا هو مخرج مميز، وقد كونا من خلال مسلسل «حدائق الشيطان» مجموعة عمل متميز، لذلك أبحث دائما عن المجموعة الناجحة كي أعمل معها وكل شخص يبحث عن الكتاب والمخرج المتميز كي يظهر عمله بأجمل صورة. انتقاد صعيدي تعرضت لهجوم لاذع من ذي قبل من الفنان أحمد ماهر، بسبب عدم إجادتك للهجة الصعيدية، ألا تخشى أن يتكرر هذا الاتهام؟ - ثقتي في نفسي تجعلني لا أخشى أي هجوم، فضلا عن أن موضوع الهجوم علي من قبل أحمد ماهر قديم وأنا أجعل هذا الهجوم خلف ظهري، وبالنسبة للهجة الصعيدية أحب أن أؤكد أن المعيار هو الأداء وإجادتي للدور، لأن اللهجة جزء من العمل وليست احد مقوماته. هل تشعر أن هناك مصريين ينتقدون أدوارك في مصر، لكونك ممثل غير مصري؟ - النقد لم يكن في مصر فقط، بل في سوريا أيضا لكوني أقدم أدوارا مصرية بحتة، وبشكل عام أرفض هذه النظرة من الجانبين، لأننا شعوب واحدة والعنصرية غير مطلوبة في الفن والتعاون العربي في الفن أثمر أعمالا رائعة كما شاهدنا في الملك فاروق وفي أسمهان، وهو ما يعود بالإيجاب على الفن العربي. غياب وفشل ما هو سبب غيابك في العام الماضي عن الدراما المصرية؟ - غيابي يعود لعدم وجود نص ودور يناسبني، حيث أنني أحرص على اختيار أدواري بحذر، وأبحث دائما عن ما يلائمني فنيا، وهو أكبر دليل على أنني لا أقبل أي عمل في مصر كما قيل عني. ولكن يقال إنك فشلت في العام الماضي في تقديم دور السلطان أبوالحسن في مسلسل (أهل الراية )؟ - هذا الكلام غير دقيق، فالعمل نال استحسان الجمهور العربي، بل إنه تفوق على بعض الأعمال الشامية المشابهة من الجانب الدرامي والفني، وهو انتصار يحسب للعمل، وأنا أقدم لأول مرة شخصية في عمل شامي شعبي، وهناك نقاد لا يتقبلون التجارب الجديدة للفنان، فيزعمون أنه فشل، بينما الحقيقة أنهم لم يتعودوا على الفنان في هذا الدور. فنجان الدم وماذا عن اعتراضاتك على عدم بث مسلسل «فنجان الدم» في رمضان الماضي؟ - مسلسل «فنجان الدم» يمثل نقطة تحول في الأعمال البدوية الدرامية، فهو أقرب للواقع قصة وتجسيدا، ومكلف جدا من الناحية المادية والمعنوية، فالعمل مزيح ثقافي إنساني اجتماعي، وهو يجسد صراعات القبائل في المنطقة العربية ويتحدث عن حياة البادية بشفافية كبيرة، فكاتب النص عدنان عودة أراد أن يوصل رسالة أن الصراع القائم بين القبائل، هو الحكاية التراجيدية التي تتكرر دائما، وأن حياة القبيلة تقوم على زوال الآخرين والعمل لا يتبنى إشكالات، لأني أثق بوعي الناس، لأنها حكاية عامة لا تقصد بها قبيلة بعينها ولا تتعاطى مع عشيرة، ولكنه عمل يقص حكاية البدو، وما أغضبني أن MBC الجهة المنتجة للعمل، امتنعت عن عرض العمل، بسبب بعض المبالغات التي حكيت عن العمل دون التأكد مما يحمله المسلسل، فأوقف وفرحت أنه سيتم عرض العمل في رمضان المقبل، لأن العمل سيكون علامة مميزة في تاريخ الأعمال البدوية الحقيقية، وسيغير نظرتهم تجاه أعمالهم، فهم الآن أكثر علما وثقافة وإدراكا. وماذا عن الجزء الرابع من السلسلة الأندلسية مع المخرج حاتم علي؟ - لابد أن يقدم هذا المسلسل، فالجمهور العربي ينتظره بعد أن قدمنا ملوك الطوائف وصقر قريش وربيع قرطبة، وبقي سقوط غرناطة لنكمل هذه الرائعة التاريخية التي تجسد حقبة مهمة من تاريخ العرب والمسلمين، ونحن بانتظار كاتب الرباعية الدكتور وليد سيف، لينهي العمل ولربما نراه في رمضان ما بعد القادم.