فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تكثيف الغارات الجوية والبحرية والبرية على غزة، تجاوز الضحايا الفلسطينيين ال10 آلاف قتيل، واقترب عدد المصابين من 25 ألف شخص، في وقت لا يبدو حتى الآن أن هناك ضوءا في آخر النفق يمكن أن يشي باحتمالات التوصل إلى هدنة إنسانية في القطاع المنكوب. إلا أن ثمة مراقبين يرون في ما أعلنه البيت الأبيض الليلة الماضية من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي احتمالات التوصل إلى «هدن تكتيكية»، إلا أن الأمر لا يزال في بداياته. فهل باتت الهدنة في غزة من سابع المستحيلات -كما يقولون-، أم أن الآمال لا تزال قائمة في وقف سفك الدماء؟. مع الساعات الأولى، لليوم ال32، (الثلاثاء)، قُتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في غارات مكثفة شنها الجيش الإسرائيلي في رفح وخان يونس، لتفاقم الوضع الإنساني الصعب في القطاع المحاصر. وحتى اليوم، قتل نحو 10 آلاف و22 شخصا في غزة منذ بداية الحرب بينهم 70% من النساء والأطفال. لكن هذه الإحصائية لا تشمل عشرات القتلى في قصف الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من اليوم. لكن الكارثة المتفاقمة في غزة لا تتوقف على عدد القتلى، إذ أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، أن 70% من سكان غزة باتوا نازحين قسرا عن منازلهم. وقال المكتب في بيان تحت عنوان «أرقام وإحصاءات إنسانية مخيفة» إن 2.3 مليون نسمة باتوا نازحين قسرا عن منازلهم بسبب القصف والغارات. و لفت إلى أن نحو 2%من إجمالي سكان القطاع باتوا ضحايا مباشرين جراء هذه الحرب، إما قتلى أو جرحى. من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، إن العدد الكبير للقتلى في قطاع غزة يجعل العالم أمام تحد إنساني. وكتب على منصة «إكس» فجر (الثلاثاء): «10 آلاف قتلوا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي يجعلنا أمام تحد إنساني». في غضون ذلك، يشخص العالم أنظاره بانتظار إمكانية حدوث هدن تكتيكية، بعد أن ناقشها الرئيس جو بايدن مع نتنياهو، خلال اتصال هاتفي، مساء أمس (الإثنين). لكن دون أفق زمني واضح للتنفيذ. وبحسب المتحدث بالبيت الأبيض جون كيربي فإن بايدن ونتنياهو ناقشا، إمكانية «الوقف التكتيكي» للقتال في فترات بغزة لأسباب إنسانية، واحتمال إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية. وأضاف أن الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية ستستمران في التواصل لتحقيق مثل هذه الهدنات المؤقتة المحتملة وأن بايدن ونتنياهو اتفقا على مواصلة المحادثات في الأيام القادمة. وقال كيربي للصحفيين «يمكنكم أن تتوقعوا أننا سنواصل الدعوة إلى فترات وقف مؤقت وفي أماكن بعينها للقتال.. نحن نعتبر أنفسنا في بداية هذه المحادثات وليس في نهايتها». الدائرة تتسع لكن دائرة الحرب تتمدد تدريجيا باتجاه الضفة الغربية، مع اقتحامات إسرائيلية شبه يومية لمدن وقرى، أوقعت أكثر من 150 قتيلا فلسطينيا، في غضون شهر. وفي الضفة الغربية، استيقظ أهالي مدينة ومخيم جنين على اقتحام لقوات من الجيش الإسرائيلي مدعومة بجرافات. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، أن مواجهات وقعت بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين. وأفادت بأن قوات الجيش الإسرائيلي استهدفت موقعا داخل مخيم طولكرم بطائرة مسيّرة، دون أن يُعرف على الفور سبب الضربة، وما إذا كانت أوقعت ضحايا. وفي لبنان، قصفت مسيرة إسرائيلية، صباح اليوم، محيط بلدة محيبيب في القطاع الأوسط من جنوب البلاد، في إطار المناوشات اليومية بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.