قتل 97 فلسطينيا على الأقل أمس الأحد في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثالث عشر على التوالي لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ الهجوم الإسرائيلي إلى 425 قتيلا على الأقل بحسب وزارة الصحة في غزة. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة «بلغت حصيلة الشهداء الأكثر دموية على قطاع غزة 87 شهيدا منهم 60 شهيدا في حي الشجاعية، ليصل إجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 425 «خرج آلاف الفلسطينيين بملابس نومهم حفاة الأقدام للهرب من حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى غرب المدينة بعد ليلة طويلة من القصف الإسرائيلي المكثف» . ونددت الحكومة الفلسطينية ب «المجزرة» الإسرائيلية في حي الشجاعية في القصف الإسرائيلي الأكثر دموية منذ خمس سنوات. ووصفت الحكومة الفلسطينية في بيان ما حصل في الشجاعية بأنه «جريمة حرب» تستدعي التدخل الدولي العاجل. وقال البيان «دانت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد مدنيين فلسطينيين بريئين في حي الشجاعية». واتهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس إسرائيل ب»ارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين» في حي الشجاعية بغزة حيث قتل أكثر من ستين شخصا في واحد من أكثر الأيام دموية منذ بدء العملية الإسرائيلية. وقال العربي في بيان إن «ما يتعرض له حي الشجاعية في غزة من عمليات قصف وحشي وهجوم بري إسرائيلي هو بمثابة جريمة حرب بحق المدنيين الفلسطينيين وتصعيد خطير للأوضاع ينذر بأفدح العواقب». ودعا العربي إلى «الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين» مؤكدا أن «إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الرهيبة». ووصف النازحون ساعات من الرعب عاشوها بينما كانت المدفعيات الإسرائيلية تقصف منازلهم المحرومة من الكهرباء ودون أي طريقة للهرب. واتصل البعض بسيارات الإسعاف التي لم تتمكن من القدوم إلى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل بسبب كثافة القصف الجوي الإسرائيلي. لهذا اضطر آلاف من السكان اليائسين للهرب من منازلهم عند بزوغ الفجر، ومشوا ساعتين أو أكثر متوجهين إلى مدينة غزة. وما زال عديد من السكان عالقين في حي الشجاعية في حالة رعب. وانتهت هدنة إنسانية قصيرة الأمد في الحي بعد أن اتهم الجيش الإسرائيلي نشطاء من حركة حماس بخرق الهدنة مؤكدا أنه «رد» على ذلك. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنير في تغريدة على صفحته الرسمية على موقع تويتر «مرة أخرى تخرق حماس وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأهداف إنسانية، والجيش يرد وفقا لذلك» وذلك بعد أربعين دقيقة من إعلان الهدنة. وسمحت هذه الهدنة بإجلاء ضحايا القصف الإسرائيلي المكثف الذي أوقع عشرات القتلى الأحد. فقد أتاحت هدنة الساعتين بعد ظهر أمس التي تم التوصل إليها بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نقل جثث القتلى إلى مشرحة مستشفى الشفاء بمدينة غزة التي ضاقت بالجثث فوضع عدد منها على الأرض إلى حين تشييعهم من قبل ذويهم. وأفاد شهود عيان أن عشرات المنازل دمرت كليا بسبب القصف المدفعي الكثيف الذي تعرض له الحي ليل السبت حتى صباح الأحد. وبدت محال تجارية عديدة مدمرة ومحروقة كما دمرت عديد من الطرقات العامة في الحي المكتظ الذي يزيد عدد سكانه عن مائة ألف مواطن.