في زمن النقلة الكبيرة التي نعيشها على كافة الأصعدة يوجد بيننا من يعيشون حاله مرتبكة، بحثت في فسيفساء مكونها ووجدت نفسي أمام غابة مظلمة لا نهاية لها. الرياضة في وطننا تستأثر اليوم باهتمام العالم، وأي اهتمام يا سكان الغابة المظلمة..! قائد النقلة وملهم العصر بيننا يحضر ويتابع ويوجه إلى ضرورة المضي قدماً نحو آفاق أوسع، فهل استوعبنا الرسالة..؟ حاكم كرة القدم ورئيس دولتها بيننا في الرياض سعيد بهذا الحراك ووضعنا حيث نستحق، بل ما فتئ في التذكير على أن السعودية إحدى الدول العظمى في كرة القدم اليوم. مئة اتحاد أعلنت تصويتها ودعمها لنا لاستضافة نهائيات كأس العالم (2034)، وهذا يوكد ويجسّد حقيقة ثقلنا الريادي والرياضي والسياسي عالمياً. هذه مقدمة بسيطة أردت من خلالها تنشيط عقول ينبغي أن (تصحصح معنا) أو تغادر مشهداً يلفظ ويرفض أفكارهم المتكلسة. اليوم يختصم إعلام الهلال وإعلام النصر على من أسّس الناديين؟ والهدف ليس البحث عن الحقيقة، بل كل فريق يسعى على التكريس لما يرونه أو يعتقدون أنه تقليل وانتقاص من خلال (البربري والتكروني)، وهنا مربط الجهل..! أحمد البربري أسّس النصر، ومحمد تكروني أسّس الهلال، عناوين تتداول، وتفاصيلها مضحك مبكٍ، ليس على الاثنين فهما اليوم لا ينتظران منا إلا الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة وحمايتهما من إساءات تلصق بهما من إعلام لا يبحث عن تصحيح تاريخ بقدر ما يبحث عن الإساءة. النصر والهلال قيمتان رياضيتان وطنيتان نفخر ونفاخر بهما، وإن ساهم أحمد البربري ومحمد تكروني في التأسيس فليس عيباً، بل لهما الشكر والتقدير والثناء، لكن العيب أن تفتحوا ملفات انتهى زمنها ويتم من خلالها شتم الآخرين والتعرض للأموات بعبارات ترتد على أصحابها. • ومضة: «يمكنك أن تقطع كل الزهور، لكنك لا تستطيع منع قدوم الربيع». - بابلو نيرودا