المفاجآت السعودية لا تتوقف، وسقف الطموح يرتفع أكثر مع كل مفاجأة جديدة، فبعد أخبار غير مؤكدة خلال الفترة الماضية عن نية المملكة استضافة بطولة العالم لكرة القدم، تم مؤخراً إعلان الخبر رسمياً عن رغبة المملكة الترشح لاستضافتها عام 2034، ولم يقتصر الخبر على تصريح وزير الرياضة فقط، بل تضمن تأكيد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لهذه الرغبة والترشح رسمياً لها، وقد أشارت وسائل الإعلام إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيرسل للاتحاد السعودي للعبة خطاباً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة، يتضمن جميع المتطلبات والشروط التي يتعين تجهيزها، تمهيداً لتعبئتها وتوثيقها بشكل رسمي، ومن ثم تقديم الطلب الرسمي والنهائي لاستضافة مونديال 2034 في موعد لا يتجاوز يوم 31 أكتوبر الجاري. لماذا ترغب المملكة في استضافة أهم حدث رياضي عالمي؟ وهل هي مستعدة لذلك؟ الجواب هو ما صرح به سمو ولي العهد، قائلاً: «رغبة المملكة العربية السعودية في استضافة كأس العالم 2034 تعد انعكاساً لما وصلت إليه -ولله الحمد- من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة، الأمر الذي جعل منها مركزاً قيادياً وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بما تملكه من مقومات اقتصادية وإرث حضاري وثقافي عظيم، وأن نية الاستضافة تأتي تأكيداً على الجهود الواضحة والكبيرة التي تقوم بها المملكة في نشر رسائل السلام والمحبة في العالم، التي تعد الرياضة أحد أهم وأبرز أوجهها، كونها وسيلة مهمّة لالتقاء الشعوب بمختلف أعراقهم وتعدد ثقافاتهم، وهو ما دأبت المملكة على تحقيقه في مختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي». نستخلص من تصريح سموه أن المملكة جاهزة ومستعدة للاستضافة، وأن لديها رسالة إنسانية تجاه شعوب العالم هدفها نشر السلام والمحبة. وبالتأكيد لم تتقدم المملكة رسمياً إلا بعد دراسة كل التفاصيل المتعلقة بالملف والاطمئنان إلى توفرها وجاهزيتها في موعد الاستضافة. نحن إذاً أمام استحقاقين عالميين مهمين؛ فخلال شهر نوفمبر سيتم الإعلان عن الدولة المستضيفة للمعرض الدولي الأشهر اكسبو 2030 الذي تنافس عليه المملكة بقوة بعد دعم كثير من دول العالم لها، وفي وقت لاحق سوف نبدأ العمل على تأكيد أهليتنا لاستضافة كأس العالم 2034 بذات الاحترافية والمهارة التي عملنا بها على ملف اكسبو، وحتماً سوف نسمع عن مفاجآت جديدة مستقبلاً لا تقل أهمية، ترسخ مكانة المملكة عالمياً بما حققته من إنجازات ضخمة في كل المجالات تؤهلها لاستقطاب أي حدث عالمي. باختصار، لم يكن ولي العهد مبالغاً عندما قال ذات يوم: لا حدود للطموح السعودي، فها هو الواقع يترجم ذلك القول.