في الحديث عن المدينةالمنورة لا تعرف من أين تبدأ ومن أين تنتهى. في كل مكان وكل طريق ملحمة وقصص تاريخية معطرة بسيرة أفضل البشر والمرسلين، مدينة أحبها سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ لذلك أحبها جميع المسلمين في أنحاء العالم قاطبة، يتشوقون لزيارتها؛ لكي ينعموا بالراحة النفسية التي تعم جميع أرجائها، ويشعر بها الزائرون وأهلها الطيبون. ومع توافد الزوار إلى المدينةالمنورة بعد أن منّ الله عليهم بأداء مناسك الحج لاحظوا المشاريع التي تشهدها مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، والتي شهدت في العهد السعودي طفرة في كل أرجائها، إذ كانت محل اهتمام ملوك المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز-رحمه الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللذين حرصا على أن تكون المدينةالمنورة في أجمل وأحلى حلة لها. تسابق الزمن في مشاريعها لتحقيق رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد، الزوار يلاحظون بشكل دقيق النقلة النوعية والحضارية في طيبة الطيبة التي يقودها أميرها فيصل بن سلمان، وتفتح ذراعيها في موسم الحج والعمرة لجميع الزوار والترحيب بهم منذ وصولهم إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز ومحطة قطار الحرمين وعبر طريق الهجرة، والجميع يقدم لهم التسهيلات والخدمات. رؤى المدينة.. والمنطقة المركزية مشروع رؤى المدينة أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الجهة الشرقية والشمالية، وجارٍ العمل على تنفيذه على مساحة إجمالية تقدر ب1.5 مليون متر مربع، ويستهدف إنشاء 47 ألف وحدة ضيافة بحلول 2030م، إضافة إلى الساحات المفتوحة والمناطق الخضراء التي تيسر وصول الزوار إلى المسجد النبوي الشريف، إذ سيتم تخصيص 63% مناطق مفتوحة ومساحات خضراء من المساحة. ويتميز المشروع، الذي تم تصميمه وفق أعلى المعايير العالمية، بالعديد من الحلول المتكاملة للنقل وتشمل تسع محطات لحافلات الزوار ومحطة قطار مترو، ومساراً للمركبات ذاتية القيادة، ومواقف سيارات تحت الأرض، وذلك بهدف تسهيل تنقل الزوار إلى المسجد النبوي، بما يسهم في دعم النشاط السكني والتجاري، وكذلك توفير العديد من فرص العمل. والمنطقة المركزية لها تصميم وطابع فريد من نوعه بوجود فنادق ومراكز تجارية على أعلى تصميم وتتميز المنطقة بسهولة الحركة للزوار والطابع النفسي والاجتماعي الذي يميزها بشكل كبير. مشروع الملك سلمان لتطوير مسجد قباء يهدف مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به، إلى رفع المساحة الإجمالية للمسجد ل50 ألف متر مُربع بواقع عشرة أضعاف مساحته الحالية، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصلٍ، إذ يُعد المشروع أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء مُنذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة. ويشتمل المشروع على تطوير وإحياء المواقع التاريخية لتشمل 57 موقعاً تغطي كثيراً من الآبار والمزارع والبساتين وتربط ثلاثة مسارات نبوية. جادة قباء تحول شارع قباء التاريخي إلى ملتقى فني وثقافي، لتكون «جادة قباء» إحدى نقاط الجذب السياحي في المدينةالمنورة، وتحتضن حزمة من البرامج والفعاليات المختلفة على مدار العام. وعملت هيئة تطوير المدينةالمنورة على تطوير ورفع كفاءة الطريق ليكون مواكباً لأنسنة المدينة، إذ شمل تحسين الهوية البصرية مع عمل مسارات آمنة للمشاة تربط بين المعلَمين المهمين في المدينةالمنورة على امتداد الطريق، إضافة إلى تكثيف أعمال الزراعة وتوحيد واجهة المحلات التجارية، وتحسين منظومة الإضاءة الموفرة للطاقة بتقنية LED. طرق ميسرة وممرات خاصة ساهمت أنسنة المدن في ربط المواقع التاريخية والتسهيل على الحجاج وضيوف الرحمن بالتنقل بين المواقع المرتبطة بالمسجد النبوي الشريف من خلال أنسنة المدن؛ بجعل الطرق مُيسّرة للتنقل للإنسان، وسهولة التنقل بين المواقع دون الحاجة أو الاستعانة بأدوات التنقل، وارتبطت الأنسنة ارتباطاً وثيقاً بربط المواقع التاريخية والأثرية بما يحتاجه الزائر للمدينة المنورة من توفير ممرات خاصة للمشاة وذوي الاحتياجات الخاصة وممرات خاصة للمكفوفين، إضافة للتشجير وتوفير مقاعد ومشارب للمياه لإمكانية التنقل بين المواقع التاريخية. وتزامناً مع إطلاق تأهيل وتطوير بعض المواقع التاريخية في المدينةالمنورة في أكثر من 100 موقع مرتبطة بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، ساهمت أنسنة المدن في تقريب المواقع وربطها لتسّهل للزائر إمكانية زيارة المواقع المرتبطة بالسيرة بوقت قصير بدءاً من المسجد النبوي والتنقل شمالاً أو جنوباً عبر الجادتين اللتين قامت هيئة تطوير المدينة وأمانة منطقة المدينة بإنشائهما، وذلك بربط مسجد قباء بالمسجد النبوي عن طريق جادة قباء مروراً بعدد من المساجد والمصليات التاريخية. وربط المسجد النبوي بميدان سيد الشهداء وجبل أحد من خلال جادة أحد في شمال المسجد النبوي التي يمكن للزائر التنقل بينها في مسافة لا تتجاوز 6 كيلومترات تربط معالم متنوعة من وقوعات ومساجد وميدان الشهداء، وجبل أحد المذكور بالسيرة النبوية أحد أهم المعالم في المدينة، وساهمت أنسنة المدن في تسهيل الحركة للمشاة وإمكانية الزائرين والمصلين وأهالي المدينة بزيارة تلك المواقع دون اللجوء إلى وسائل المواصلات الحديثة والاكتفاء بالمشي والتنقل بالوسائل الصديقة للبيئة من خلال المسارات المرتبطة بتلك المواقع ضمن مشاريع أنسنة المدن. تطوير مسجد القبلتين تتواصل أعمال تطوير مسجد القبلتين والمنطقة المحيطة به؛ التي تشمل منطقة جسر المُشاة والساحات المرتبطة بالمسجد، إضافة إلى منطقة مواقف السيارات وساحات الأنشطة التي ستُنفذ على مساحة 12.200م2، إذ خُصصت مساحة 8100 متر مربع لمنطقة جسر المُشاة إلى جانب المواقع المخصصة للوضوء، فيما سيعمل الجسر على ربط المسجد ببقية مكونات الموقع التي تشمل المنطقة المقابلة للمسجد، بحيث سيتم تطويرها ضمن أعمال المرحلة الثانية.