عندما تبدأ رحلتك في جادة قباء ذاهبًا إلى المسجد النبوي تستشعر الأيام الأولى لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتمر بالعديد من الآثار والمساجد التاريخية. ومع انطلاق الرحلة يلفت انتباهك تعدد الجنسيات من كافة أقطار العالم والاستماع للعديد من اللغات من حولك. ويمتد الطريق قرابة 3 كيلو مترات. ممرات الطريق ويميز هذا الطريق أنه يجمع بين العبادة والرياضة والتسوق، فالبعض يذهب من المسجد النبوي إلى مسجد قباء أو العكس ذهابًا وإيابًا بهدف الصلاة والعبادة فيما يفضل الآخرون ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة، فيما يقصده البعض للتسوق مما يميز ذلك الطريق بوجود العديد من المحلات التجارية. ويعد حاليًا الأكثر حيوية واستخدامًا للسير والتنقل من المسجد النبوي حتى مسجد قباء من قبل الزوار والمعتمرين والحجاج. ويعد الطريق الذي شهد مؤخرًا اهتمامًا من هيئة تطوير المدينة وتحويله من طريق للمركبات إلى طريق للمشاة وتصميمه ضمن برنامج أنسنة المدن، إذ أصبح استخدامه أكثر سهولة للمشي من مسجد قباء، وتزين جادة قباء جدارية آية الكرسي بالخط الكوفي، لتصبح إحدى الشواهد الفنية على أصالة لغتنا العربية. وساهم مشروع أنسنة المدينة في تحويل جادة قباء إلى بيئة جاذبة وآمنة وصديقة للإنسان والبيئة. المعالم التاريخية فيما ذكر الباحث التاريخي الدكتور فؤاد المغامسي، أنه بالنسبة للمعالم التاريخية على طول جادة قباء تتنوع المعالم ما بين معالم مرتبطة بالسيرة النبوية ومعالم حضارية على مر تاريخ المدينةالمنورة ومعالم في العهد السعودي، فالمعالم التاريخية المرتبطة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، انطلاقًا من مسجد قباء باتجاه المسجد النبوي وهو الطريق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد النبوي، وليس جادة قباء تحديدًا بشكلها الحالي ولكن بهذا الاتجاه من قباء إلى ديار الخزرج مكان المسجد النبوي، وهذا الاتجاه من الجنوب إلى الشمال، فالمعلم التاريخي الأول ما زال موجودًا على امتداد جادة قباء هو مسجد الجمعة وهو مسجد عاتكه أو مسجد الوادي في ديار سالم ابن عوف. القلاع التاريخية وتأتي إحدى القلاع التاريخية المرتبطة بحقب تاريخية سابقة، وما زالت القلعة تحت اهتمام وزارة التراث والثقافة ورممت قبل ثلاث سنوات في العهد السعودي، وأصبحت هذه القلعة أحد المراكز السعودية في عهد الملك عبدالعزيز وفي عهد الملك فيصل وضع عليها مدفع رمضان واستمر المدفع إلى منتصف الثمانينات تقريبًا وعلى امتداد جادة قباء يأتي الطريق المستقيم قباء الطالع وقباء النازل، وهو أحد المعالم الحضارية التي اشتهرت بالمدينة وهي الكتلة الاقتصادية، اشتهرت بالمحلات التجارية، وأيضًا من المعالم الموجودة مسجد أغا المستلم، وهو أحد المساجد في قباء النازل، موضحًا أنه تنتهى الجادة عند باب قباء ومنطقة المصليات النبوية، وهي المساجد المعروفة؛ مسجد الغمامة ومسجد عمر بن الخطاب ومسجد عمر الصديق نهاية الجادة وهذه مساجد نبوية. واختتم المغامسي أن العمر التاريخي لهذا الطريق يعود إلى 1334 وفي عهد الملك عبدالعزيز أمر بنزع بعض المزارع والبساتين وجعلها منطقة سكنية وتجارية، وكان ذلك حتى يومنا الحالي.