أعلنت فرنسا تأجيل زيارة ملك بريطانيا تشارلز الثالث بسبب استمرار الاضطرابات في العاصمة باريس. وتعرض الرئيس إيمانويل ماكرون لضغوط اليوم (الجمعة)، لإيجاد مخرج من أزمة شهدت خلالها فرنسا أسوأ أعمال عنف في الشوارع منذ سنوات بسبب مشروع قانون بشأن التقاعد يسعى لإقراره في البرلمان بدون تصويت. وفي باريس ومدن أخرى عديدة في أنحاء البلاد، عملت فرق التنظيف وسط زجاج مكسور وصناديق قمامة متفحمة ومحطات حافلات محطمة بعد اشتباكات عنيفة جرت الليلة الماضية بين محتجين يرتدون ملابس سوداء والشرطة. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، اليوم (الجمعة)، توقيف 457 شخصاً وإصابة 441 من عناصر الشرطة والدرك خلال اليوم التاسع من الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد. وقال دارمانان الذي حلّ ضيفاً على قناة «سي نيوز»: كان هناك 903 حرائق لممتلكات عامة وحاويات قمامة في باريس خلال المظاهرة النقابية (الخميس). وحافظت التعبئة احتجاجاً على إصلاح نظام التقاعد في فرنسا على زخمها الكبير بعد أسبوع على إقراره من دون تصويت في الجمعية الوطنية، فيما اتسم يوم التحرك التاسع بارتفاع منسوب العنف في الشارع وأعلن عن تواصل التحرك الأسبوع القادم. ويعد يوم التحرك الوطني التاسع منذ يناير لكنه الأول منذ لجأت الحكومة الفرنسية إلى بند دستوري خولها تمرير المشروع من دون تصويت في 16 مارس. وقد جمع في أكثر من 300 مدينة 3.5 مليون شخص بحسب نقابة «سي جي تي» و1.08 مليون بحسب الشرطة. وشهدت باريس عددا قياسيا من المتظاهرين فيما التعبئة ارتفعت على مستوى البلاد مقارنة بيوم التحرك الثامن في 15 مارس عندما نزل 480 ألف شخص إلى الشوارع في أرجاء فرنسا بحسب تقديرات وزارة الداخلية. وجرت صدامات (الخميس) في باريس ونانت ورين في غرب فرنسا بين متظاهرين وقوات الأمن التي ردت على رشقها بالحجارة بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه. وسجلت توترات متفاوتة الحدة أيضاً في مدن أخرى مثل تولوز وبوردو في جنوب غرب فرنسا وليل في الشمال. من جهتها، قالت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن إن أعمال العنف والتخريب التي تخللت المظاهرات غير مقبولة. وكتبت في تغريدة: التظاهر والتعبير عن المعارضة حق. لكن العنف والتخريب اللذين شهدناهما غير مقبولين، معربة عن شكرها للقوى الأمنية وفرق الإسعاف.