في ظل العودة الخجولة لسفراء دول غربية، تساءلت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية: هل عادت الحياة الدبلوماسية إلى العاصمة الأوكرانية، بعد إعادة 17 دولة دبلوماسييها معظمهم أعضاء بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى كييف؟ وتحدثت المجلة في تقرير لها عن عودة الحياة الدبلوماسية ببطء بالتزامن مع عودة بعض السفارات بعد أن هربت منها إثر انطلاق الحرب يوم 24 فبراير الماضي. وذكرت أن الدبلوماسيين الأجانب بدأوا إعادة فتح سفاراتهم، وهو ما يبدو مؤشرا على أن العملية الروسية في المدينة ربما انتهت في الوقت الراهن على الأقل. وبحسب «فورين بوليسي» تعكس عودة الدبلوماسيين الأجانب، أن هناك عودة لبعض مظاهر الأمان بالعاصمة الأوكرانية بعد حوالى شهرين من القصف الروسي، كما تمثل عودة سفراء الدول الحليفة لأوكرانيا انتصارا رمزيا لكييف وإظهارا للتضامن من أصدقائها في أوروبا، الذين قدموا للحكومة الدعم الاقتصادي والمساعدات العسكرية لمساعدتهم في التصدي لموسكو. من جهته، قال دبلوماسي كبير من أوروبا الشرقية: بالنسبة للأوكرانيين، للأمر أهمية رمزية، بالتأكيد، أن الدول الأجنبية معهم وتدعم أوكرانيا بالمساعدات العسكرية والإنسانية، وكذلك بمحاولة مواصلة عمل السفارة بشكل طبيعي قدر الإمكان. ومن بين الدول التي تعيد دبلوماسييها إلى كييف لإعادة فتح سفاراتهم: فرنسا، إيطاليا، تركيا، ليتوانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، التشيك، البرتغال، بلجيكا، والنمسا. وأعاد الاتحاد الأوروبي فتح بعثاته الدبلوماسية في كييف هذا الشهر، لكن في المقابل، أبقت عدة دول كبرى، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بعثاتها الدبلوماسية بعيدا عن العاصمة بالوقت الحالي. وفي إشارة أخرى على استقرار الوضع الآمن في العاصمة الأوكرانية، أجرى عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين عدة زيارات إلى كييف خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورؤساء بولندا، وليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي تجول وسط كييف، التي لاتزال خاوية بشكل مخيف، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ورغم أن بعض الدول تعيد فتح سفاراتها في كييف، ينأى البعض عن ذلك لتقييم الوضع الأمني. وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أنه في الوقت الذي تحول فيه روسيا هجومها إلى شرق أوكرانيا، قد تتطلع موسكو لشن هجوم جديد على العاصمة بالمستقبل. وقال مسؤول ألماني: إن دبلوماسيي برلين لم يعودوا بعد إلى كييف، وأن برلين تقيم الوضع الأمني بدقة. وأضاف متحدث باسم الحكومة البريطانية أنهم يتطلعون لإعادة فتح سفارة لندن «في أقرب وقت ممكن». فيما يواصل الدبلوماسيون الأمريكيون العمل من مدينة رزيسو البولندية قرب الحدود الأوكرانية، لكنهم «لا يسافرون حاليا عبر الحدود إلى أوكرانيا بسبب الوضع الأمني غير المستقر»، وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ليس لدينا تفاصيل بشأن توقيت عودة فريقنا، لكن فريقنا يخطط بنشاط، ونتطلع بشدة لاستئناف أعمال السفارة في أوكرانيا لتسهيل دعمنا لحكومة وشعب أوكرانيا بينما يدافعون بشجاعة عن بلادهم.