بينما وصل الوفد الروسي إلى بيلاروسيا لجولة ثالثة من المفاوضات مع الأوكرانيين، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس (الاثنين)، أن روسيا أبلغت أوكرانيا بأنها ستنهي عمليتها العسكرية في أي لحظة إذا قبلت كييف بشروط موسكو، المتمثلة في وقف أنشطة أوكرانيا العسكرية، وتثبيت وضعها الحيادي دستوريا، والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، إلى جانب الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. وقال الوزير الروسي: "عليهم إضفاء تعديلات على دستورهم تتخلى أوكرانيا بموجبها عن أي تطلع إلى عضوية أي تكتل"، لافتا إلى أن موسكو أبلغت أيضا الممثلين الأوكرانيين بأن "عليهم الاعتراف بأن القرم أرض روسية، وأن عليهم أيضا أن يعترفوا بجمهوريتي) دونيتسك ولوغانسك دولتين مستقلتين"، مضيفا: "يمكن أن يتوقف كل هذا في أي لحظة". وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن لدى أوكرانيا 30 معملا لتصنيع السلاح البيولوجي بالتعاون مع البنتاغون، واتهمت أوكرانيين باحتجاز 1500 أجنبي كدروع بشرية، فيما أشارت الخارجية الروسية الى أن "سليم السلاح إلى أوكرانيا سيؤدي إلى انهيار عالمي". ومع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا يومها الثاني عشر، أحكمت القوات الروسية تطويق العاصمة الأوكرانية كييف تمهيدا لاقتحامها، فيما وصل الوفدان الروسي والأوكراني إلى بيلاروسيا لجولة ثالثة من المفاوضات وتأجيل المفاوضات لساعتين، بينما حذرت وزارة الدفاع الأوكرانية من أن القوات الروسية تتقدم من محور مدينة سومي شرق العاصمة كييف، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 2200 هدف عسكري منذ بدء العملية في أوكرانيا. وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأوروبيين بالقدوم ومساعدة بلاده في معركتها ضد روسيا، وقال لهم "إذا سقطنا ستسقطون أنتم أيضا"، في وقت أعربت الحكومة الأوكرانية عن أملها بأن يتفهم الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون أن روسيا تتلاعب بقضية الممرات الإنسانية. وطالبت الحكومة الأوكرانية روسيا بالتوقف عن التلاعب بأرواح المدنيين. وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، إن من المتوقع فرار ما يصل إلى خمسة ملايين أوكراني من بلادهم إذا واصلت روسيا قصفها لأوكرانيا، مضيفا: "علينا أن نستعد لاستقبال نحو خمسة ملايين شخص، يجب أن نحشد كل موارد الاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول التي ستستقبل هؤلاء الناس". وتابع: "سنحتاج إلى المزيد من المدارس ومن مراكز الاستقبال، والمزيد من كل شيء"، متعهدا بإجراء المزيد من التدقيق في إنفاق الاتحاد الأوروبي على المساعدات في الدول التي دعمت روسيا دبلوماسياً أو امتنعت عن انتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا. من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن "روسيا قد تكسب المعركة في أوكرانيا لكنها لن تكسب الحرب". وأضاف: "سنفرض عقوبات على صادرات روسيا العسكرية، وسيكون للعقوبات تداعيات كبيرة على روسيا" وأردف: "نبحث مع الناتو نشر مزيد من القوات في شرق أوروبا.. نقدم معدات دفاعية لدول شرق أوروبا لمواجهة أي هجوم روسي"، فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تستهدف على الأرجح البنية التحتية للاتصالات في أوكرانيا للحد من وصول المواطنين الأوكرانيين إلى الأخبار والمعلومات الموثوقة. إلى ذلك، دعا وزير خارجية الصين، أمس، إلى العمل على خفض التصعيد من حدة الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن الصين تلعب دورا لتسهيل الحوار لحل الأزمة في أوكرانيا، مضيفا أن العالم بعيد عن العودة لما كان عليه أيام الحرب الباردة. ودعا وانغ يي "للعمل معا لتجاوز هذه الأوقات الصعبة". وتابع وزير خارجية الصين قائلا: "مستعدون للوساطة بين روسياوأوكرانيا لحل الأزمة".