مدينة الأخدود الأثرية (التي كانت تسمى رقمات سابقا) تعد من أهم المواقع الأثرية بمنطقة نجران، وهي المدينة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج. والأخدود الذي كانت تقوم عليه مدينة نجران القديمة يقع بين قريتي القابل والجربة على الضفة الجنوبية لوادي نجران. والموقع يتمثل في مدينة مركزية يحيط بها سور بطول 235 مترا، وعرض 220 مترا، وتمثل القلعة الفترة الرئيسية للاستيطان في الأخدود التي ربما بدأت قبل 600 قبل الميلاد واستمرت إلى نهاية القرن الرابع الميلادي، وهي الفترة التي تتزامن مع ازدهار حضارة جنوب الجزيرة العربية، وتمثل الفترة التالية لحضارة جنوب الجزيرة العربية، إلى جانب الفترة الإسلامية. وسُميت قصة أصحاب الأخدود بهذا الاسم نسبة إلى الأخدود الذي تم حفره وأشعلت فيه النار وألقي فيه المؤمنون بالدين الجديد. ومعني أخدود (الجمع أخاديدُ وخُدَد): شَقٌّ مستطيل غائر في الأرض، أو فتحة عميقة أو حُفرة في الأرض وخاصة فوق سطح الأرض كما يقال: خلّفت السيولُ أخدودا كبيرا، ذكرت بعض المصادر أن مرتكب هذه المحرقة هو يوسف بن شراحيل وكانت في نجران. وتعد قصة أصحاب الأخدود إحدى أشهر القصص في المرويات الدينية والتاريخية، مع تباين في مواقعها؛ كانت الأخدود في اليمن زمان تبع، وفي القسطنطينية زمان قسطنطين، حين صرف النصارى قبلتهم عن دين المسيح والتوحيد، واتخذ أتونا، وألقى فيه النصارى الذين كانوا على دين المسيح والتوحيد. وأخدود العراق في أرض بابل في زمان بخت نصر حين صنع الصنم، وأمر الناس فسجدوا له، فامتنع دانيال وصاحباه: عزريا ومشايل، فأوقد لهم أتونا وألقى فيها الحطب والنار، ثم ألقاهم فيه، فجعلها الله عليهم بردا وسلاما وأنقذهم منها، وألقى فيها الذين بغوا عليه وهم 9 رهط، فأكلتهم النار. وقال أسباط عن السدى في قوله: «قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ» قال: كان الأخدود ثلاثة: خد بالشام، وخد بالعراق، وخد باليمن. رواه ابن أبي حاتم.