في وقت تطلق المملكة برنامجاً ضخماً لتحصين الفتيات بين سن 9 و13 عاما ضدّ أشرس أنواع السرطان وهو سرطان عنق الرحم الذي يسببه الفايروس الحليمي HPV وينتقل عن طريق الاحتكاك الجلدي عبر ممارسة العلاقة الزوجية، أوضح طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي، أن الثآليل التي تنمو على الأعضاء الجنسية هي نتوءات جلدية، يراوح حجمها ما بين ملليمتر واحد وحتى سنتيمترات معدودة، والسبب هو فايروس معد يدخل عبر الجلد، ويبدأ بالتكاثر بشكل عشوائي، وهذا يؤدي بدوره إلى ظهور الثآليل. وبين أن الثآليل هي نمو حميد (ليس سرطانيًّا) لكتلة صغيرة على سطح الجلد، ولكنها عندما تكون من النوع الخطر فهي تكون مسببة لسرطان عنق الرحم عند النساء لانتقال العدوى عبر الاحتكاك الجلدي، وتحدث نتيجة الإصابة بعدوى فايروسية عن طريق الجلد، ويكون غالبًا قاسيًا وبلون الجلد نفسه، ويمكن أيضًا أن يكون أغمق من لون الجلد (بنيًّا أو شبه أسود)، ومسطحًا أملس، ويمكن أن يظهر الثؤلول في أي منطقة من الجسم، خصوصًا في المناطق الدافئة والرطبة مثل: الجروح الصغيرة في الأصابع واليدين والقدمين، وهناك توجد عدة أنواع من الثآليل تم تصنيفها بحسب شكلها، وأماكن ظهورها بالجسم، وتشمل: الثآليل الشائعة، ثآليل القدم (الأخمصية)، الثآليل المسطحة، الثآليل التناسلية (السعدانة – الخيطية)؛ إذ تنتقل بعض الثآليل عن طريق الاتصال الجنسي، وتظهر في المنطقة التناسلية، ولكن أغلبها يظهر على الأصابع، واليدين، والقدمين. وأشار إلى أن الثآليل التناسلية يجب أن تعالج فورًا فهي تمثل أكثر من 118 نوعا من هذا الفايروس وهي مقسمة بالأرقام العددية، ومعظمها لا تسبب سرطان عنق الرحم، إلا أن هناك أنواعا محددة تتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم، فالنوعان (6 و11) يسببان نحو 90% من الثآليل التناسلية، إلا أن هذين النوعين لا يسببان سرطان عنق الرحم، بينما النوعان (16 و18) يصنفان على أنهما الأعلى خطورة؛ حيث يسببان معظم حالات سرطان عنق الرحم (نحو 70%)، كما أن الأنواع (31و 33 و45 و52 و58) خطرة للغاية، فهي تسبب نحو 19% من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم، أما الأنواع (35 و39 و51 و56 و59)، فهي خطرة جدًا، إذ تسبب أيضًا الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولكنها أقل شيوعًا. وتابع شاولي بقوله: «هناك طريقتان للعلاج، إما باستعمال العلاج الموضعي مثل الكريمات والدهون، أو إجراء عملية جراحية بسيطة داخل العيادة، فالكريمات ناجحة عادة في علاج الثآليل الصغيرة، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة، فهي تقوم بحرق الجلد كيماويا، وإزالة الثآليل تدريجيا، والأعراض الجانبية تكمن في الألم المصاحب لحرق الجلد، واحتمالية إعادة الإصابة لاستمرار وجود الفايروس، كما أنها قد تترك آثارا على شكل ندبات في الجلد مكان الثآليل، وهناك الكريمات المقوية للمناعة، ومهمتها تنشيط الجهاز المناعي للجسم ضد الفايروس المسبب للثؤلول، حيث تقوم مناعة الجسم والأجسام المضادة بمحاربة الفايروس والقضاء عليه، مما يؤدي إلى زوال الثآليل، دون ترك أي آثار ندبات أو أي علامات تذكر». أما العمليات الجراحية فتتم بعد التخدير الموضعي، وذلك بحسب حجم الثؤلول وموقعه، ويتم إزالة الثؤلول بواسطة حرقه بأشعة الليزر أو الكي، أو تجميده بواسطة النيتروجين السائل، وهذا العلاج ناجح عادة للثآليل التي تغطي مساحة كبيرة، أو كتلك التي تظهر في أماكن حساسة يصعب الوصول إليها.