تعتبر الثآليل التناسلية من الأمراض الجلدية المعدية التي تنتقل عن طريق الجنس وخاصة نتيجة المقاربات الجنسية المشبوهة وغير المشروعة. وهي تنجم عن نوع خاص من الفيروسات تدعى Human Papiloma Viruses (HPV) ولهذه الفيروسات أنواع كثيرة متنوعة منها ما يسبب الإصابة للأغشية المخاطية أو لكليهما معاً. ولقد ازدادت نسبة الإصابة بهذا النوع من الأمراض في الأعوام الأخيرة وهي حالياً تعتبر بالدرجة الثانية من حيث الشيوع بعد الإصابة بالحلأ التناسلي (الهريس التناسلي). كما أنها تحدث بشكل أكثر شيوعاً لدى المرضى المصابين بالايدز وأمراض نقص المناعة، وعلى الرغم من أن الثآليل التي تصيب المنطقة التناسلية والشرجية غالبا ما تنتقل نتيجة التماس المباشر أثناء العمليات الجنسية إلا ان الانتقال والعدوى بطرق غير جنسية هو من الأمور الممكنة. قد تكون الإصابة بالمرض غير عرضية وغير واضحة سريرياً بمعنى آخر ان المريض يحمل الفيروسات المسببة للمرض ولكن دون ان تظهر عليه أية ملامح سريرية هنا يعتبر ناقلا للعدوى بشكل غير معلن.قد تظهر الثآليل التناسلية على المنطقة التناسلية فقط (الأعضاء التناسلية ومنطقة العانة) وقد تترافق مع إصابة في المنطقة ماحول الشرج. كما يمكن للمريض أن يكون معدياً لنفسه أي أنه يمكن للإصابة أن تنتقل لديه من منطقة لأخرى بالعدوى الذاتية. أكثر ما تحدث الإصابة بالثآليل التناسلية عند البالغين ولكن إصابة الأطفال تعتبر من الأمور الواردة، وقد يحصل ذلك نتيجة التماس المباشر مع الكبار المصابين كما يمكن للأم المصابة ان تنقل العدوى لوليدها أثناء الولادة. * ماهي الفيروسات الحليمومية الإنسانية HPV؟ - هي فيروسات صغيرة تحرص على زيادة تكاثر خلايا البشرة، ويمكن ان تصيب أي مكان في الجلد أو الأغشية المخاطية وهذا ما يؤدي إلى أشكال ولوحات سريرية مختلفة مثل الثآليل الشائعة التي تظهر على اليدين والأطراف، والثآليل التناسلية التي تظهر على المناطق التناسلية. ولهذه الفيروسات أنواع كثيرة وتعتبر الأنماط 6، 11، 16 أكثر الأنواع التي تسبب الإصابة التناسلية. * فترة الحضانة: تظهر الإصابة السريرية عند المريض بعد المقاربة الجنسية غير المشروعة والاتصال مع الشخص المصاب أو الحامل للفيروسات بفترة حضانة طويلة نسبيا تتراوح عادة مابين 3 أسابيع و 8 أشهر وقد تتأخر بالظهور حتى مدة السنتين. * كيف تتظاهر الثآليل التناسلية؟ - تكون الثآليل التناسلية عادة على شكل حبوب طرية الملمس بلون الجلد ذات قاعدة عريضة وتمتاز بسطح خشن غير مستو على شكل حليمات وبأعداد وأحجام مختلفة. وفي المناطق الرطبة من الجلد من الطيات الجلدية فإن النمو السريع لهذه الثآليل يؤدي إلى تلاقي والتحام الثآليل مع بعضها وبالتالي تأخذ الإصابة شكل القنبيط (الزهرة) يزداد نمو هذه الثآليل أثناء الحمل أو عند حدوث التهابات موضعية. أما في المناطق الجافة فإن الثآليل تميل لأن تكون ذات سطح قاس ومتقرن وقد تشبه الثآليل الشائعة (التي تظهر عادة على اليدين). في بعض الأحيان تكون الثآليل مصطبغة ومتسخة ماثلة للون البني المسود. وفي أحيان أخرى تكون ذات أحجام صغيرة على شكل حبوب صغيرة مسطحة وناعمة. يعتبر العضو الذكري أكثر المناطق التي تصاب عند الرجال وأحياناً تظهر الإصابة بالمنطقة ماحول الشرج والقناة الشرجية في حين يصاب الصفن بشكل نادر. وفي حال ظهور الإصابة في قناة الاحليل فإنها تتظاهر على نزف دموي. أما عند النساء فأكثر ما تظهر الإصابة على العضو التناسلي (الفرج) أو في القناة المهبلية وقد تترافق أحياناً مع إفرازات مهبلية وألم وكما ذكرنا سابقا يمكن للإصابة عند كلا الجنسين ان تكون غير عرضية وغير ظاهرة سريرياً، وهنا يعتبر الشخص أكثر خطورة في نقل العدوى. * ماهي مضاعفات الثآليل التناسلية؟ - لايقتصر الأمر فقط على شكلها وازعاجها، وكذلك فيما يتعلق بالثآليل التناسلية احتمال نقل الإصابة للآخرين فقط وإنما يتعداه لعدد من الاختلاطات والمضاعفات التي تنجم عنها نذكر منها: 1- تشكل الأورام التي تحدث نتيجة النمو الزائد والسريع للثآليل وهي تعتبر من العوامل المؤهبة للتسرطن حيث تؤدي لاحقا إلى تشكل سرطانات جلدية حقيقية. 2- حدوث سرطان عنق الرحم عند النساء المصابات. 3- حدوث أورام حليمومية في حنجرة الأطفال المولودين لأم مصابة نتيجة انتقال العدوى للوليد أثناء الولادة. * كيف يتم تشخيص الثآليل التناسلية؟ - عادة مايكون تشخيص الثآليل التناسلية سهلا من خلال شكلها السريري المميز (حبوب طرية الملمس بلون الجلد أو مصطبغة قليلاً) ومن خلال القصة المرضية (التماس مع شخص مصاب أو اتصال جنسي مشبوه) إلا أنه في بعض الأحيان قد يختلط التشخيص مع بعض الأمراض الجلدية الأخرى التي قد تظهر في المناطق التناسلية ومنطقة ماحول الشرج.وفي الحالات المشتبه بها أو في الحالات التي لاتكون الإصابة واضحة عند المريض يمكن الاستعانة ببعض الفحوصات للتأكد من التشخيص مثل الخزعة الجلدية واستخدام الطرق المناعية لتحري الحمض النووي للفيروسات. علاج الثآليل التناسلية: 1- الوقاية أولا: عندما يتعلق الأمر بالأمراض الجنسية يتبادر للذهن مباشرة القول المشهور (الوقاية خير من العلاج) وهذا القول ينطبق على جميع أنواع الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس، فبالابتعاد عن المقاربات الجنسية غير المشروعة وغير الطبيعية يحفظ الإنسان نفسه من الإصابة - ليس نفسه فحسب وإنما زوجته وأولاده أيضاً. 2- العلاجات المستخدمة في علاج الثآليل التناسلية عديدة ومتنوعة منها: - مركبات ومحاليل خاصة تطبق على الثؤلول (مثل مادة البوردوفيللين) وتحت إشراف مباشر من الطبيب، وهناك بعض المستحضرات الحديثة التي يمكن ان يستعملها المريض بنفسه ولكن بموجب وصفة طبية. - مركبات 5 - فلورويوراسيل الموضعية (Topical5-Flourouracil). - المعالجة بالتبريد وذلك باستخدام الكي البارد للثآليل باستعمال الآزوت السائل Liquid nitrogen. - التجريف والكي الكهربائي Curettage and Cautery. - استخدام أجهزة الليزر. - الأدوية المعدلة للمناعة: مثل حقن الانترفيرون، كريم Imiquimode.