لا يزال بطء سير حملات التطعيم في بلدان الاتحاد الأوروبي مستفحلاً. وواجهت أوروبا أمس الأول مزيداً من التباطؤ بعدما أعلنت شركة جونسون آند جونسون الأمريكية أنها قد لا تتمكن؛ بسبب عقبات إنتاجية في مصانعها، من تسليم الاتحاد الأوروبي 55 مليون جرعة تعاقد عليها بحلول يونيو القادم. وكان إعلان شركة أسترازينيكا البريطانية-السويدية مطلع العام الحالي أن إعطاباً في مصانعها سيمنعها من الوفاء بتعهداتها للاتحاد الأوروبي قد أدى إلى اندلاع حرب كلامية شعواء بين بروكسل ولندن. وكانت شركة فايزر الأمريكية أعلنت هي الأخرى أن أعمال التوسعة في مصنعها في بلجيكا ستؤدي إلى تأخير تسليم الاتحاد الأوروبي الكميات التي قرر شراءها منها. لكنها تعهدت بتعويض ذلك من خلال تسليم الاتحاد شحنات أكبر في وقت لاحق من السنة. وإزاء هذا النقص والتباطؤ، اضطر الاتحاد الأوروبي إلى مطالبة وكالة الأدوية التابعة له ببدء إجراءات فسح لقاح سبوتنك الروسي. وشنَّ رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل هجوماً كاسحاً أمس الأول على الصين، وروسيا، والولايات المتحدة، وبريطانيا. وقال: يجب ألا نسمح لأنفسنا بأن تضللنا الصين وروسيا اللتان تروجان للقاحاتهما من دون مراعاة للقيم التي تلتزم بها أوروبا. وأضاف أن أوروبا ستظل تنشط في «دبلوماسية اللقاح» من خلال مبادرة «كوفاكس» التي ترعاها منظمة الصحة العالمية. ويعتقد الأوروبيون أن الصين وروسيا تحرصان على توزيع لقاحاتهما على دول العالم للحصول على مزيد من النفوذ، على رغم أن أياً من تلك اللقاحات لم يخضع لأي فسح علمي في أي مكان في العالم. ونشرت بلومبيرغ أمس أن أوروبا تدرس إصدار شهاد تطعيم من شأنها السماح للأوروبيين بالسفر إذا حصلوا على التطعيم بلقاح حاصل على الموافقة الأوروبية، أو اللقاحين الصيني والروسي، على رغم أنهما لم يحصلا على الموافقة الأوروبية! ويذكر أن هنغاريا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، بدأت تطعيم سكانها باللقاحين الروسي والصيني، متجاهلة قرارات بروكسل بهذا الشأن. وفي سياق متصل؛ ذكرت مصادر في بروكسل أن موظفي مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل يتم تطعيمهم في عيادات خاصة، وليس في مراكز التطعيم التي تشرف عليها الحكومة البلجيكية لتطعيم أفراد شعبها. وأوضحت المصادر أن العيادات الخاصة في بروكسل ستبدأ تطعيم موظفي المفوضية الأوروبية اعتباراً من 22 مارس الجاري. وفي واشنطن، أعلنت دراسة نشرتها مجلة نيو إنغلاند الطبية أن باحثين خلصوا الى أن لقاح فايزر-بيونتك قادر على تحييد السلالة البرازيلية المتحورة من فايروس كورونا الجديد. وهو تطور وجد صدى واسعاً في أنحاء العالم، بعدما رجح العلماء في فترة سابقة أن تلك السلالة قادرة على إبطال مفعول اللقاحات الجديدة. وكانت دراسات سابقة أثبتت نجاعة لقاح فايزر-بيونتك في التصدي للسلالتين البريطانية والجنوب أفريقية. غير أن الشركة الأمريكية قالت إنها ماضية في خططها لابتكار نسخة محدثة من لقاحها للتصدي للسلالة البرازيلية. وأعلنت جهات صحية أمس الأول أن شركة موديرنا الأمريكية أرسلت إلى مراكز الصحة القومية الأمريكية جرعة تعزيزية من لقاحها، لبدء تجارب سريرية، تمهيداً للتقدم بطلب لفسحها من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. إنقاذ مُسن طُعِّم بالجرعتين في يوم واحد ! تم إنقاذ مسن من ولاية أوهايو من موت محقق، بعدما تم بالخطأ إعطاؤه جرعتي اللقاح في يوم واحد! وكان فيكتور سميث (91 عاماً) حصل على الجرعة الأولى من لقاح موديرنا في يناير الماضي. وحين جاء موعد جرعته الثانية، وبسبب خطأ لم تتضح أبعاده، أعطي جرعتين في 25 فبراير الماضي. وأصيب سميث بضيق في التنفس، وصعوبة في النطق، حتما نقله إلى المستشفى. وقالت إدارة الصحة في منطقة هاملتون حيث يقيم سميث إن ارتباكاً نجم عن تشابه اسمين أدى إلى وقوع هذا الخطأ المؤسف. وبعد مراقبة دقيقة في المستشفى تمت السيطرة على الوضع الصحي للمسن الأمريكي.