أضحى اللقاح الذي يصد الإصابة بفايروس كوفيد-19، أو يمنع تدهور صحة المصاب، هو الأمل الوحيد لقادة دول العالم في تحقيق الانتصار المنشود على الوباء، الذي أدى حتى أمس إلى وفاة أكثر من 1.8 مليون شخص حول العالم. وتتقدم بريطانيا الدول الأخرى في تسريع عملية التطعيم، بعد بدء التطعيم بلقاح أسترازينيكا، الذي اخترعه علماء جامعة أكسفورد. وفي فرنسا، تحدثت الصحف عن «فضيحة»، بعدما اتضح أن عدد من تم تطعيمهم حتى الآن لم يتعد 500 شخص. وقالت السلطات إن المشكلة تتعلق بالإمدادات، وعدم كفاءة الإنتاج في مصانع شركة فايزر في بلجيكا. وأعلن كبير استشاريي مكافحة الأمراض المُعدية بالولايات المتحدة الدكتور أنطوني فوتشي أمس الأول أنه بعد تباطؤ توزيع لقاحي موديرنا وفايزر، تم اتخاذ إجراءات أدت إلى تسارع حملات التطعيم. وأضاف أنه خلال 27 ساعة من بدء عطلة نهاية الأسبوع الماضي تم تطعيم 1.5 مليون نسمة، ليرتفع عدد من تم تطعيمهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى نحو 4 ملايين نسمة. وكانت بريطانيا بدأت التطعيم بلقاح فايزر في 8 ديسمبر الماضي. لكنها بدأت الإثنين التطعيم بلقاح أسترازينيكا/أكسفورد. وانتقدت الصحف الباريسية تطعيم 516 شخصاً فقط من الشعب الفرنسي البالغ عدده 67 مليوناً. وعزا وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فاران البطء إلى التعقيدات الخاصة بالحصول على موافقات الراغبين في التطعيم، وسط نشاطات مكثفة للجماعات المناهضة للقاحات. وأعلنت ألمانيا أنها طعمت أكثر من 200 ألف مواطن، فيما قالت إيطاليا إن 100 ألف إيطالي حصلوا على إبرة لقاح فايزر-بيونتك. وأعلنت الصين أنها فتحت مراكز ضخمة لتطعيم السكان باللقاحات التي ابتكرتها شركات تابعة للحكومة والجيش الصينيين. وقالت الحكومة الهولندية إن ظروفاً لوجستية حدت بها إلى تأجيل التطعيم حتى اليوم (الأربعاء). وقال المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أريك مامر إن قضايا تتعلق بالطاقة الإنتاجية لمصنع فايزر هي السبب في تأخر تطعيم سكان البلدان ال17 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددهم 450 مليون نسمة. وعلى رغم تعاقد الاتحاد الأوروبي مع 6 شركات صانعة للقاحات ضد كوفيد-19؛ إلا أن لقاح فايزر هو الوحيد الذي فسحته وكالة الأدوية الأوروبية التابعة للاتحاد. ومن المقرر أن تعلن الوكالة الأوروبية اليوم قرارها في شأن فسح لقاح شركة موديرنا الأمريكية. وجدد علماء بريطانيون أمس الإعراب عن قلقهم إزاء السلالة الجديدة من الفايروس التي ظهرت في جنوب أفريقيا، بدعوى أنها قد تبطل مفعول اللقاحات المتاحة. وقالوا أيضاً إنه يصعب على أجهزة الفحص اكتشافها! ودعوا إلى قرار عاجل يقضي بإغلاق حدود بريطانيا. وانضم وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إلى من أعربوا عن قلقهم. وقال أمس إنه يشعر بالقلق من السلالة الأفريقية أكثر من قلقه من السلالة الجديدة التي تكتوي بها بلاده حالياً.