قبل عقود قليلة، تداخلت ثقافة الغذاء مع ثقافة المجتمعات المحلية، كالوجبات السريعة التي جاءت من نمط الحياة الغربية المتسارع، وبدأ المستثمرون في فتح مطاعم تقدم وجبات من الثقافات المختلفة كعادات مستحدثة على ثقافة الغذاء التي كانت تفرضها ضرورات التنوع للأغذية. ليست جميع الأغذية التي تداخلت مع الثقافات المحلية غير صحية، ولكن كان هناك موجة كانت تقيس التحضر الاجتماعي بمستوى استهلاك الأغذية غير التقليدية والتي تشكل المكونات غير الصحية جزءا كبيرا منها، مما يعني الابتعاد عن الأغذية الطبيعية وعدم الاعتماد عليها، بالتالي ظهرت أمراض العصر التي أصبحت تصيب الشباب في مقتبل العمر بعد أن كانت تسجل لدى المسنين والتي يعتبر الغذاء أحد العوامل الهامة في ظهورها ضمن عوامل أخرى كقلة الحركة والسهر والضغط النفسي وغيره، لكن التحول الظاهر في تغيير السلوك الغذائي بدأ بشكل أقوى بعد جائحة كورونا نتيجة عن الخوف من تهديد البقاء والذي ترتبط مكافحته بقوة المناعة في الحد من آثاره أو مقاومته كفايروس يهدد الحياة. أصبحت مشكلة ضعف المناعة مطروحة على طاولة المجتمعات، وكان الحل في البحث عن السلوكيات الغذائية التي ترفع منها وتحد من خطر الإصابة بالأمراض، ليست الجائحة هي السبب الوحيد ولكنها أحد العوامل التي أظهرت اتجاه الناس للغذاء الصحي والعودة إلى الطرق الكلاسيكية في استهلاك الغذاء من ناحية، وأصبح الفرد يعرف حجم السعرات الحرارية في وجبته قبل تناولها كطريقة تساعده في مراقبة ما يأكل، إضافة إلى انتقائية الطعام لدى الكثير، كل ذلك يعني أن لدينا صحوة اجتماعية تجاه الوعي الصحي والتي يشكل الغذاء جزءا أساسيا منها، ذلك بإعادة الأغذية القديمة والطبيعية وإبرازها كعادات مستحدثة تدخل ضمن «هبات الموضة» تحت ما يسمى بالأغذية العضوية. كاتبة سعودية ALshehri_Maha@