يتواصل التصعيد على جبهة اللقاحات، في سياق مسعى الإنسانية الرامي الى إلحاق الهزيمة بوباء كوفيد-19، الذي أدى حتى الآن إلى وفاة أكثر من 2.4 مليون شخص حول العالم. وبلغ عدد جرعات التطعيم التي أخذت حتى أمس (الإثنين) 173.4 مليون جرعة، في 77 بلداً. وتشير أحدث بيانات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أن حدوث حساسية من جراء التطعيم بلقاحات كوفيد-19 نادر جداً، ولا يتجاوز 2-5 أشخاص من كل مليون نسمة خضعوا للتطعيم في الولاياتالمتحدة. وذكرت البيانات على موقع المراكز الأمريكية المشار إليها أنه لم يتم العثور على أي صلة للتطعيم بالوفاة، بعد إعطاء 41 مليون جرعة من لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا في الولاياتالمتحدة حتى 7 فبراير الجاري. وتقول الجهات الصحية الأمريكية إنه في حال حدوث حساسية بعد نحو نصف ساعة من التطعيم فمن السهل احتواؤها بالأدوية المضادة للهيستامين، وحُقن الأدرينالين، وهي متوافرة عادة لدى الكوادر الصحية في جميع مراكز التطعيم. ومن ناحية أخرى، أعلنت المسكيك، التي تواجه مشكلة في توفير إمدادات كافية من اللقاحات، أنها تأمل في التوصل إلى اتفاق مع كوبا يتيح للأخيرة إجراء تجارب سريرية موسعة من المرحلة الثالثة والأخيرة على أربعة لقاحات طورها علماء كوبيون. وبلغ عدد من تم تطعيمهم في المكسيك أقل من نصف في المئة، في مقابل 11.5% من الأمريكيين. وتسلمت المكسيك أمس الأول 870 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا الإنجليزي المصنوع في الهند. وتعهد الرئيس المكسيكي أندريس أوبرادور أمس الأول بأن تتمكن بلاده من تطعيم 15 مليوناً ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاماً بحلول منتصف أبريل القادم. وفي اليابان؛ أعلنت الحكومة اليابانية (الأحد) فسح أول لقاح ياباني ضد وباء كوفيد-19. وقالت إنها ستبدأ في غضون أيام حملة تطعيم في جميع أرجاء البلاد. وذكرت وزارة الصحة اليابانية أن اللقاح الياباني تم تطويره بالتعاون مع شركة فايزر الدوائية الأمريكية. واستغرق فسح اللقاح الياباني شهرين فقط. وهي فترة قصيرة جداً مقارنة بالتحفظ الياباني التقليدي في فسح الأدوية، الذي يستغرق عادة عامين أو أكثر. ووقعت اليابان اتفاقات ستتسلم بموجبها 144 مليون جرعة من لقاح فايزر-بيونتك، و120 مليوناً من لقاح أسترازينيكا، و50 مليون جرعة من لقاح شركة موديرنا الأمريكية قبيل انتهاء 2021. وفي باريس، أعلنت شركة سانوفي-باستور الدوائية الفرنسية أمس الأول أن لقاحاً ابتكره علماؤها سينتقل إلى مرحلة التجارب الموسعة خلال أسابيع، وأنه قد يكون متاحاً للاستخدام قبيل انتهاء 2021. وتقوم سانوفي بتطوير لقاحها بالتعاون مع عملاق الأدوية البريطاني غلاكسوسميثكلاين. بريطانيا تنسب انتصارها إلى اللقاح أعلن عالم مكافحة الأوبئة البريطاني البروفسور تيم سبكتور أمس الأول، في لندن أن الجرعة الأولى من اللقاح الذي استخدم للتطعيم في بريطانيا أثبتت نجاعة بنسبة 67% في حماية الخاضع له. وأشار إلى أن التطعيم أدى إلى خفض عدد الإصابات الجديدة في بريطانيا بنسبة تصل إلى 80% منذ مطلع يناير الماضي. كما أن عدد حالات التنويم بالمشافي انخفض بنسبة 60% وفي سياق متصل؛ ذكرت إحصاءات نشرتها جامعة أكسفورد أمس أن اللقاح أدى إلى انخفاض وفيات من تجاوزت أعمارهم 80 عاماً إلى النصف منذ مطلع يناير. وقال مركز الطب القائم على الأدلة في جامعة أكسفورد إن تلك الأرقام تؤكد تأثير اللقاح في تحقيق هذه النتائج المبشرة بقرب احتواء نازلة فايروس كورونا الجديد.