تزايد اهتمام الشعوب باللقاحات المانعة للإصابة بفايروس كوفيد-19، مع ازدياد ضراوة الموجة الفايروسية الحالية. واكتسب اللقاح انتصاراً آخر أمس بإعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فسح لقاح شركتي فايزر-بيونتك للاستخدام في ظل حال الطوارئ الصحية التي تشهدها البلاد. وبات هذا المصل، الذي يقوم على تكنولوجيا حديثة جداً، مرخص الاستخدام في بريطانيا، وكندا، والبحرين، والولاياتالمتحدة. وبالطبع فإن الإبلاغ عن أية حالة مضاعفات جانبية من تعاطي اللقاح سيثير اهتمام عدد كبير من أفراد الجمهور. فبعد إعلان إصابة ممرضتين بريطانيتين بالحساسية بعد تطعيمهما الأسبوع الماضي؛ قللت وكالة الأدوية والمنتجات الطبية البريطانية، التي تتولى فسح الأدوية واللقاحات، من شأن الإعلان عن إصابة 4 متطوعين لتجارب لقاح فايزر- بيونتك في الولاياتالمتحدة بشلل الوجه (شلل بيل). وأصيب هؤلاء الأشخاص الأربعة بهذا الشلل الذي يصيب نصف عضلات الوجه من بين 21.720 ألف شخص تطوعوا لتجربة اللقاح. وقالت الوكالة البريطانية إن 20- 30 من بين كل 100 ألف شخص في بريطانيا يصابون سنوياً بشلل الوجه. وقالت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إن هذه الحالات الأربع لا تمثل نمطاً متكرراً وسط السكان في الظروف العادية. ورجحت أن تلك الحالات لا علاقة لها باللقاح. وقال وزير الخدمات الصحية والإنسانية ألأمريكي أليكس آزار، في مقابلة مع شبكو «فوكس نيوز» الليل قبل الماضي، إن أفضل نصيجة يمكن توجيهها إلى الجميع هي أنه إذا كانت لديك حساسية من أي دواء، أو مصل، فيجدر بك أن تمتنع عن الخضوع للتطعيم. وعلى صعيد ثانٍ، قال مدير معهد الأمصال التابع لجامعة أكسفورد، حيث تم تطوير لقاح أسترازينيكا البريطاني المضاد لكوفيد-19، إن اكتشاف جدوى التطعيم بجرعة ونصف الجرعة من اللقاح البريطاني لم يكن خطأ، ولا مصادفة؛ بل كان معروفاً للباحثين قبل بدء التجارب السريرية على اللقاح. وتواجه وكالة الأدوية البريطانية ورطة تتعلق بكيفية فسحها الوصفة المحددة لهذا اللقاح: بنظام جرعتين كاملتين أم جرعة ونصف الجرعة؟ وقررت أسترازينيكا أمس أن تعزز المناعة التي يتيحها لقاح جامعة أكسفورد بتجربة أن تكون الإبرة الثانية للمتطعمين من اللقاح الروسي «سبوتنك». وواجهت شركات صنع اللقاحات انتكاسة كبيرة أمس الأول بإعلان شركتي سانوفي الفرنسية وغلاكسوسميثكالاين البريطانية تأجيل تجاربهما السريرية على لقاح قامتا بتطويره، بعدما فشل اللقاح الجديد في إحداث الأثر المناعي المنشود لدى المسنين. ويعني ذلك أن هذا اللقاح لن يكون متاحاً قبل نهاية 2021. وقالت الشركتان إن لقاحهما أحدث رداً مناعياً قوياً لدى الشباب، لكنه أخفق في حماية من هم في سن ال50 عاماً وما فوقها. ويمثل هذا الإعلان صدمة لعدد من الحكومات التي كانت تأمل بالحصول على ملايين الجرعات من هذا المصل. وستجري الشركتان مزيداً من التجارب السريرية في فبراير القادم، باستخدام إضافات جديدة للقاحهما لمعرفة تأثيره في حماية المسنين. وأصيبت أستراليا بصدمة كبيرة أمس بعدما اضطرت حكومتها إلى إلغاء طلبية لتزويدها ب51 مليون جرعة من لقاح تقوم بتطويره شركة سي اس ال وجامعة كوينزلاند الأسترالية. وتم تطوير هذا اللقاح الأسترالي باستخدام فايروس نالفق من النوع الذي يصيب بمرض نقص المناعة المكتسب (أيدز). غير أن التجارب السريرية أسفرت عن نتائج غير دقيقة تشير الى إصابة متطوعين بفايروس الإيدز. وتواجه الحكومة الأسترالية ورطة حقيقية. فقد وضعت كل البيض في سلة اللقاح الأسترالي الذي تقرر وقف تجاربه. واكتفت الحكومة الأسترالية بالتعاقد لشراء 10 ملايين جرعة من لقاح فايزر-بيونتك. وهي كمية تكفي فقط لتطعيم 5 ملايين أسترالي بنظام الجرعتين. ويعني ذلك أن نحو 21 مليون أسترالي سيظلون بلا حماية مناعية ضد الفايروس. وتعاقدت أستراليا على شراء 40 مليون جرعة من لقاح نوفافاكس. لكنه لا يزال في المرحلة الثانية من تجاربه السريرية. كما أنها حجزت 33.8 مليون جرعة من لقاح جامعة أكسفورد، وهو لا يزال قيد التجربة. ويذكر أن أستراليا ليس فيها قانون يسمح بترخيص اللقاحات والأدوية تحت بند الطوارئ الصحية، كما هي الحال في بريطاينا والولاياتالمتحدة. ويعني ذلك أنه يتعين الحصول على الفسح الكامل للقاح، وهو ما قد يستغرق شهوراً، إذا لم يكن سنواتٍ.