طغت الآمال في نجاح محتمل للقاح في صد جائحة فايروس كوفيد-19 على اهتمامات الإعلام الغربي، على رغم استمرار الفوضى التي يحدثها تسارع تفشي الفايروس، وتزايد عدد وفياته. وذكرت بلومبيرغ أمس أن لقاح جامعة أكسفورد، الذي تنتجه شركة أسترازينيكا، أظهر قدرة محدودة فحسب على منع إفشاء عدوى الفايروس، على رغم قدرته على منع مضاعفات المرض نفسه لدى غالبية من أصيبوا به، بحسب دراسة نشرتها مجلة «ذا لانسيت» الطبية المرموقة. وأشارت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس إلى أن لقاح أكسفورد أثبت نجاعة نسبتها 90% إذا أعطي بواقع نصف جرعة تتلوها جرعة كاملة بعد شهر، فيما تدنت نسبة النجاعة إلى 62% إذا تم تطعيم الشخص بجرعتين متتاليتين. وأضافت الصحيفة أنه من المرجح أن ترفض هيئة الأدوية البريطانية فسح نظام الجرعة ونصف الجرعة. وزادت أن نظام الجرعة ونصف الجرعة لم تتأكد نجاعته بعد لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً. لكن قائدة الفريق العلمي الذي ابتكر اللقاح البروفسور سارة غيلبيرت قالت ل«بي بي سي» أمس إن لقاح أكسفورد هو الأفضل للعالم، ولم تتضح له أي مضاعفات جانبية تذكر. لكن أستاذ الأحياء الدقيقة بجامعة ريدينغ الدكتور سايمون كلارك قال لصحيفة «التلغراف» أمس إن نظام الجرعة ونصف الجرعة سيكون ورطة كبيرة بالنسبة للجهة الرقابية التي ستتخذ قرار فسح اللقاح. وأوضحت غيلبيرت أن تجربة اللقاح تركزت في البداية على متطوعين بالغين، لأنهم أقدر على مقاومة أي مضاعفات ثانوية، في حين أن التجربة السريرية على من هم فوق سن 55 عاماً تحتاج لرقابة لصيقة بحكم قابلية هذه الفئة العمرية للإصابة بأمراض مزمنة تشكل خطراً عليهم. وأضافت أنه حتى لو كانت نسبة نجاعة القاح أكسفورد 62% فقط فهي كافية لتحقيق المناعة المطلوبة لمنع الإصابة بالفايروس. وعلى صعيد آخر؛ ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أمس (الأربعاء) أن التجارب السريرية في الإمارات على لقاح شركة سينوفارم الصينية أثبتت نجاعته بنسبة 86%. ولم يحصل اللقاح الصيني على أي فسح من دول العالم، لكن الصين جعلته متاحاً لملايين من مواطنيها. وإذا تعززت نتيجة تجارب هذا اللقاح فسيكون الخيار الأرخص والأفضل لعدد كبير من دول العالم الثالث الفقيرة. وفي واشنطن، قال الرئيس التنفيذي لشركة فايزر ألبرت بورلا الليل قبل الماضي إن الاكتفاء بحقنة واحدة فقط من لقاح فايزر-بيونتك سيكون «خطأ كبيراً جداً». وأوضح أن لقاح فايزر يجب أن يُعطى من خلال إبرتين، تفصل بينهما 21 يوماً. وأضاف أن نجاعة اللقاح تصل إلى 95% إذا تم أخذ الإبرتين، وليس إبرة واحدة. وكانت بيانات جديدة نشرت في واشنطن الثلاثاء أفادت بأن الإبرة الواحدة من لقاح فايزر لا تتجاوز نجاعتها 52% إلى أن يحصل الشخص على الإبرة الثانية لترتفع فعالية اللقاح إلى 95%. وأشارت البيانات إلى أن الشخص الذي يتم تطعيمه بالإبرة الأولى يبدأ جسمه في إنتاج بروتينات توفر له حماية جزئية بعد 10 أيام من تعاطي اللقاح. وأعلن المسؤولون الأمريكيون (الثلاثاء) أن الأمل في اللقاح سيعتمد على إقرار لقاحي أسترازينيكا/أكسفورد وجونسون آند جونسون، اللذين يتوقع فسحهما في 2021. وقال كبير علماء عملية التطعيم في الإدارة الأمريكية منصف سلاوي إن أمريكا ستحصل على 150-200 مليون جرعة من هذين اللقاحين بحلول الربع الأول من 2021. وسيتيح ذلك تطعيم ما بين 110-150 مليون أمريكي. ويقوم لقاح جونسون آند جونسون على نظام الجرعة الواحدة، بينما يعتمد مفعول لقاح أسترازينيكا على نظام الجرعتين. واشترت الولاياتالمتحدة كميات من لقاحي فايزر وموديرنا تكفي لتطعيم 100 مليون نسمة. وقالت شركة جونسون آند جونسون أمس الأول إنها تتوقع نشر بيانات المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على لقاحها بحلول يناير القادم. وأوضح رئيس الشركة الدكتور بول ستوفلز إن المرحلة الثالثة شملت 60 ألف متطوع. وقالت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، قبيل اجتماعها اليوم (الخميس) للنظر في فسح لقاح فايزر-بيونتك، إن هذا اللقاح أثبت نجاعته بدرجة كبيرة في منع الإصابة بكوفيد-19، كما أنه لم يثبت التسبب في أي مضاعفات ثانوية. وأوضحت الهيئة على موقعها الإلكتروني أن لقاح فايزر-بيونتك أثبت نجاعته في كل الفئات العُمرية، باستثناء الأطفال دون سن 16 عاماً. كما أنه لا توجد بيانات بشأن تأثيره في النساء الحوامل والمرضعات. وأشارت الهيئة الأمريكية في موقعها إلى أن لقاح فايزر-بيونتك يمنع الإصابة بأعراض كوفيد-19، لكن غير معروف إن كان يمنع إفشاء الفايروس إذا كان الشخص المصاب به لم تظهر عليه أعراض. ويعني ذلك، بحسب بلومبيرغ أمس، أن هذه «المجهولات» بالنسبة إلى جميع اللقاحات ستتطلب ضرورة الاستمرار في التحوطات الاحترازية، كارتداء قناع الوجه، والحفاظ على التباعد الجسدي، حتى بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم. وخلص باحثو هيئة الغذاء والدواء إلى أن لقاح فايزر-بيونتك يحول دون الإصابة بأعراض المرض، ويعني ذلك أن استخدامه على نطاق واسع سيمنع تفشي الفايروس. لكن إذا كان اللقاح غير ناجع بالنسبة للإصابات التي لا تصاحبها أعراض، فإن هذه الحالات إلى جانب التقاعس عن ارتداء الكمامات، وإهمال مسافات التباعد الجسدي قد تؤدي إلى استمرار التفشي الفايروسي.