لم تعد للأرقام المفزعة أهمية تذكر، على رغم أنها تتضخم كل يوم، ويزداد الفزع الذي تتسبب فيه. فالأولوية الآن في أرجاء العالم للحرب على السلالات المتحورة من فايروس كورونا الجديد. وبدا أمس (الإثنين) أن السلاح الفتاك الوحيد في هذه الحرب هو إغلاق الحدود، وحظر السفر. وتعزز دول أخرى ذلك السلاح بتشديد تدابير الإغلاق. ويبدو أن التعويل على اللقاحات في الحرب على كوفيد-19 أمر سيستغرق وقتاً طويلاً جداً. وفي كل حال؛ فإن كوفيد-19 ماضٍ في صنع الموت بلا رحمة.. في جميع أرجاء المعمورة. بعد تجاوزه 100 مليون إصابة، و2.14 مليون وفاة؛ أضحت المشكلة هي سلالاته المتحورة وراثياً، بحيث غدت أشد قدرة على نشر عدواها، وربما أكثر قدرة على الفتك بمن تصيبهم. وعلى رغم تقدم العلم، وتحضر الأمم والشعوب؛ وأعلنت الولاياتالمتحدة الليل قبل الماضي أنها قررت منع دخول أي قادم إليها من جنوب أفريقيا، باستثناء مواطنيها، لضمان عدم وفود السلالة الفايروسية السائدة في جنوب أفريقيا. وبذلك أضافت واشنطن إلى قائمة حظر القدوم إليها دولاً تشمل البرازيل، والمملكة المتحدة، وآيرلندا، و26 دولة أوروبية. غير أن المفوض السابق لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية سكوت غوتليب أبلغ شبكة «سي بي اس» أمس بأنه يعتقد أن السلالة الفايروسية الجنوب أفريقية قد تكون موجودة أصلاً في أرجاء أمريكا. وقال: أشعر بثقة كبيرة في أنها موجودة هنا، لكننا لم نقم بالبحث عنها. وأضاف أنه لم يتفاجأ بإعلان بريطانيا أن السلالة المتحورة البريطانية أشد فتكاً بمصابيها من السلالة السابقة. وزاد: كيف يمكن أن تكون أكثر قدرة على التفشي ولا تكون أكثر قدرة على زيادة أعراض المصابين بها؟ وفي بريطانيا، وعلى وقع تحذيرات وزير الصحة مات (ماثيو) هانكوك أمس الأول من السلالتين الجنوب أفريقية والبرازيلية تمتلكان القدرة على إحباط مفعول اللقاحات المانعة للإصابة بكوفيد-19؛ عقد مجلس الوزراء البريطاني المصغر اجتماعاً مهماً أمس في لندن، تم خلاله إقرار تشديد القيود الحدودية، وإلزام القادمين لبريطانيا بالعزل مدة 10 أيام في فنادق حددتها الحكومة، على نفقة القادم! بشرط أن يخضع لفحص بعد انتهاء عزله. وكانت بريطانيا حظرت السفر من جنوب أفريقيا، ومعظم بلدان القارة الأأفريقية، ومن البرازيل، وجميع بلدان أمريكاالجنوبية. وأعلنت الحكومة السويدية أنها قررت حظر قدوم أي مسافر من النرويج اعتباراً من منتصف ليل الإثنين، حتى 14 فبراير. كما أعلنت تمديد حظر القدوم من بريطانيا، والدنمارك حتى 14 فبراير. أما فرنسا، فأعلنت أنها ستعود إلى الإغلاق التام «خلال أيام»، وسط مخاوف من تفاقم الإصابات بالسلالة الفايروسية البريطانية. وكتبت صحيفة «جورنال دو ديمانش» أن مصدراً مطلعاً أكد لها ذلك القرار. ورجحت أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعلن الإغلاق الجديد غداً (الأربعاء). لكن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال أبلغ القنان التلفزيونية الثالثة الأحد بأن القرار لم يتخذ بعد. وقال إن الوضع يتوقف على عدد الإصابات والوفيات خلال اليومين القادمين. وذكر وزير التعليم الفرنسي جان ميشال بلاكير أنه في حال اتخاذ قرار بالإغلاق الجديد فإن المدارس ستظل مفتوحة. وتعيش فرنسا راهناً ما يشبه الإغلاق، إذ يمنع التجول اعتباراً من السادسة كل مساء، وتم إغلاق المطاعم، والحانات، ودور السينما، والمتاحف، ومراكز اللياقة البدنية. وكانت فرنسا تجاوزت 3 ملايين إصابة بالفايروس (الجمعة). وقال العلماء إن عدد المصابين ماض إلى زيادة مفزعة خلال الأسابيع القادمة بسبب تفشي السلالة البريطانية. وعمدت النوريج إلى تشديد التدابير الوقائية في أوسلو وخارجها، في مسعى يائس لمنع تفشي السلالة البريطانية في البلاد. وعودةً إلى بريطانيا.. فقد انخفض عدد الإصابات الجديدة خلال الساعات ال24 الماضية بنسبة 22%، ليصل إلى 30.004 إصابات. وقيدت البلاد (الأحد) 610 وفيات. وتعدى عدد المصابين منذ اندلاع الجائحة العام الماضي 3.65 مليون نسمة. ويتوقع أن يقفز عدد وفيات بريطانيا خلال أيام إلى أكثر من 100 ألف وفاة، لتصبح بريطانيا الدولة الخامسة الأكثر وفيات بالوباء، بعد الولاياتالمتحدة، والبرازيل، والهند، والمكسيك. وخلال الأيام ال7 الماضية قيدت بريطانيا 8678 وفاة. وعلى رغم قتامة الأرقام البريطانية، فإن بريطانيا ربما تكون أفضل حالاً من حليفتها الولاياتالمتحدة. فقد ذكرت «أسوشيتد برس» أمس أن اثنين من كل 5 أمريكيين يقيمون الآن في مناطق قد لا يتوافر فيها سرير شاغر في وحدات العناية المكثفة. وأشارت إلى أن المشافي الأمريكية غدت تستأجر خدمات ممرضات العناية المكثفة بأسعار خرافية لسد النقص في هذا الجانب الحيوي. وأضافت أن عدد المستشفيات التي تكاد تعلن عدم وجود أسرة بالعناية المكثفة تضاعف خلال الفترة من نوفمبر 2020، وأن نحو 40% من الأمريكيين يقيمون في مناطق لا يوجد فيها سرير شاغر في وحدات العناية المكثفة. وأوضحت أن الأرقام الحكومية تشير إلى أن عدد مرضى كوفيد-19 في مستشفيات جنوبالولاياتالمتحدة وغربها وصل الخميس الماضي الى 800 آلاف منوم. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن ثمة دعوات متزايدة في الولاياتالمتحدة لإنشاء عيادات متخصصة لعلاج الأعراض الطويلة المدى لكوفيد-19. وذكرت أنه لا يوجد شيء كذلك حالياً سوى مركز رعاية ما بعد التعافي من كوفيد بمستشفى جبل سيناء في نيويورك. وزادت أن التعافي من مضاعفات الخضوع لجهاز التنفس الاصطناعي فترة طويلة يستدعي إنشاء تلك المراكز المتخصصة، خصوصاً أنه ثبت أن كوفيد-19 يلحق أضراراً كبيرة بالكُلى، والكبد، والقلب، وبالصحة العقلية للمتعافي. دواء «النقرس» هل يغير قواعد كوفيد ؟ ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس أن علماء كنديين أجروا تجارب سريرية على 4 آلاف متطوع، خلصت إلى أن دواء «كولشيسين» (واسمه التجاري كولشيماكس) المستخدم لعلاج الآلام الالتهابات الناجمة عن مرض النقرس (ويعرف أيضاً بداء الملوك) يملك القدرة على معالجة المصابين بكوفيد-19، ويقلص الحاجة إلى تنويمهم في المشافي. وأشارت الدراسة الكندية الى أن تناول جرعة يومية من كولشيسين، من قبل المرضى المصابين أصلاً بأمراض مزمنة، يمكن أن يقلص الحاجة إلى تنويمهم بنسبة 25%. والكولشيسين عقار زهيد جداً، إذ لا تكلف العلبة منه أكثر من 30 سنتاً. غير أن أنباء الأبحاث الكندية المشار إليها أدت إلى ارتفاع سعره في الصيدليات بنسبة 2565%. ويذكر أنه لا يوجد دواء ناجع حتى الآن لمعالجة كوفيد-19. وكان الأطباء أكدوا في وقت سابق أن عقار الالتهابات البريطاني ديكساميثاسون أدى إلى خفض احتمالات وفاة المصابين الذين تدهورت حالاتهم الصحية.