يزداد الوضع في بريطانيا بؤساً، وتكبر مِحنة المملكة المتحدة مع مرور كل يوم. ولا يظهر أي إحصاء يبعث التفاؤل بقرب انكشاف الغُمّة إلا ويتبعه تحذير يزيد التشاؤم حيال ما هو قادم من أيام الأزمة الصحية. وتزداد المحنة بالنظر إلى تطورات الوباء في العالم. فبعد يوم شهد 655.193 إصابة جديدة، منها 186.891 في الولاياتالمتحدة؛ قفز عدد الإصابات حول العالم فجر الأحد إلى أكثر من 99 مليوناً. وتبع ذلك ارتفاع عدد وفيات العالم بوباء كوفيد-19 ليصل إلى 2.12 مليون وفاة. وقفز عدد المصابين في أمريكا أمس إلى 25.39 مليون نسمة. وتخطت فرنسا 3 ملايين إصابة أمس. وتجاوز عدد وفيات ألمانيا بكوفيد 50 ألفاً. وزاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون شعبه فزعاً وبؤساً مساء الجمعة، بإعلانه أن الإغلاق الراهن -وهو الثالث منذ اندلاع الجائحة- قد يستمر حتى الصيف. وخرج جونسون مع أبرز علماء حكومته، وهما كبير أطباء بريطانيا البروفسور كريس ويتي، والمستشار العلمي للحكومة سير بارتيك فالانس ليبلغوا الشعب البريطاني، وشعوب العالم قاطبة، بأن «سلالة كنت» البريطانية، وهي النسخة المتحورة من فايروس كورونا الجديد التي تدمي بريطانيا حالياً، أشد قدرة على التسبب بموت المصابين بها بنسبة تفوق قدرة السلالة السابقة بنحو 30%. وهي السلالة نفسها التي أعلن جونسون، غداة فرضه الإغلاق الحالي، أنها أكثر قدرة على نشر عدواها من السلالة السابقة بنسبة تصل إلى 70%. وكان جونسون لمّح الخميس إلى أنه لا يزال سابقاً لأوانه القطع بتحديد موعد لتخفيف الإغلاق. ويعني حديثه الجمعة عن استمرار الإغلاق أن مدارس بريطانيا قد تظل مغلقة حتى إبريل القادم. وعلى رغم تفاؤل جونسون وأعوانه بانخفاض العدد اليومي للإصابات الجديدة؛ فقد حذر من أن الأسابيع والأشهر القادمة ستأتي بمزيد من الوفيات، جراء تمدد انتشار «سلالة كنت» الفايروسية. وأعلنت بريطانيا الجمعة أنها سجلت 40.261 إصابة جديدة، و1041 وفاة. وإثر إعلان جونسون ومستشاريه العلمي والطبي الأدلة الجديدة في شأن القدرات المميتة ل«سلالة كنت»، بدأت دول عدة فرض حظر على الرحلات من بريطانيا وإليها. وأعلنت شركة كى إل إم الهولندية ليل الجمعة/السبت، إلغاء جميع رحلاتها لبريطانيا اعتباراً من الأحد. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي في بيان أمس: السلالة البريطانية من الفايروس لم تترك لنا خياراً آخر. وأعلنت بريطانيا من جانبها أمس، وقف الرحلات من وإلى تنزانيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية لسد الباب أمام أي ثغرة من المحتمل أن تنقل السلالة الفايروسية السائدة في جنوب أفريقيا إلى الجزر البريطانية. وقال علماء إن سلالة جنوب أفريقيا تمتلك قدرة على التفشي أسرع من سلالة كنت البريطانية. وخرج وزير الصحة البريطاني أمس، من عزله الصحي، بعد اختلاطه بمصاب، ليعلن أن سلالة جنوب أفريقيا قد تجعل اللقاح أقل فعالية بنسبة 50%. لكن المستشار العلمي للحكومة البريطانية فالانس سارع لتقريع الوزير، ليؤكد أنه لا يوجد أي دليل علمي على ما ادعاه هانكوك. وأوضح وزير الصحة البريطاني أنه اطلع على الأدلة المزعومة خلال تصفحه مواقع إلكترونية! وكان تحالف التتبع الوراثي لفايروس كوفيد-19 بالمملكة المتحدة أعلن الأسبوع الماضي أنه ثبتت إصابة 73 شخصاً في بريطانيا بسلالة جنوب أفريقيا. ورجح أنها ربما تكون أوسع انتشاراً من ذلك. وواجه جونسون ضغوطاً مكثفة من عدد كبير من نواب حزب المحافظين الحاكم، الذين طالبوه بوضع خريطة طريق لتخفيف الإغلاق. وقال جونسون إن الخدمة الصحية الوطنية في بلاده لا تزال تتعرض لضغوط متفاقمة تحت وطأة العدد المتزايد من المنومين بكوفيد-19. وشدد على أنه لن يتخذ أي قرار في شأن تخفيف تدابير الإغلاق إلا حين يرى أن الوقت ملائم لذلك.