على رغم رهان أوروبا والولاياتالمتحدة على التطعيم بلقاحي شركتي فايزر وموديرنا المانعين للإصابة بمرض كوفيد-19، الذي تسببه الإصابة بفايروس كورونا الجديد؛ فإن الفايروس صعّد هجمته الشرسة في أرجاء العالم، كأن اللقاحات لا تعنيه في شيء! فقد أصابت عدواه 511.392 شخصاً حول العالم في 26 ديسمبر الجاري، ليقفز العدد الكلي للمصابين حول العالم نهار الإثنين إلى 81.14 مليون شخص، فيما ارتفع عدد وفيات العالم جراء الوباء إلى 1.77 مليون وفاة. وانضمت جنوب أفريقيا إلى الدول الأشد تضرراً، بعدما ارتفع عدد مصابيها أمس إلى أكثر من مليون نسمة. غير أن البؤس الوبائي عمّ غالبية أرجاء العالم أمس، من اليابان إلى جنوب أفريقيا، ومن أستراليا إلى الولاياتالمتحدة. وسجلت الولاياتالمتحدة الإثنين 226.274 إصابة جديدة. وقال كبير علمائها المختصين بمكافحة الأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي إنه على رغم أنه لا يتوقع أن تحدث السلالة الفايروسية الجديدة التي تدمي بريطانيا مزيداً من الإصابات في أمريكا، أو تقاوم مفعول اللقاحات؛ إلا أنه اعتبر أن حكومة بلاده محقة في تعاملها مع هذه السلالة بمنتهى الجدية. وكانت أمريكا قد تخطت الأحد الماضي 19 مليون إصابة منذ اندلاع الجائحة. وذلك بعد 6 أيام فحسب من ارتفاع عدد إصاباتها إلى 18 مليوناً. وفي أستراليا، منعت السلطات نحو مليون نسمة من الاحتشاد في مرفأ سيدني، كعادتهم كل ليلة رأس السنة الجديدة، لمشاهدة الألعاب النارية التي يتم إطلاقها بهذه المناسبة. وأعلنت رئيسة وزراء مقاطعة نيو ساوث ويلز (عاصمتها سيدني) غلاديس بيرجيكليان أمس إنه تم تسجيل خمس حالات جديدة في الشواطئ الشمالية بالمقاطعة، ليرتفع عدد الحالات منذ 10 ديسمبر إلى 126 إصابة جديدة. أما في اليابان، فقد أعلن رئيس الوزراء يوشيدي سوغا أمس، أنه يعتزم تقديم مشروع قانون إلى البرلمان يجعل التدابير الخاصة بكوفيد-19 إلزامية بالنسبة إلى الشركات، توجب مخالفتها غرامات مالية باهظة. وناشد سوغا مواطني بلاده التزام بيوتهم خلال ليلة رأس السنة. وفي كوريا الجنوبية، أعلنت السلطات الصحية أنها سجلت خلال الساعات ال24 الماضية أول ثلاث إصابات جديدة بالسلالة الفايروسية التي ظهرت في بريطانيا. وقالت إنها لثلاثة أفراد من أسرة قدمت من بريطانيا في 22 ديسمبر. أما جنوب أفريقيا فتغوص في وحل أعمق، خصوصاً أن السلالة الفايروسية التي تصطلي بها البلاد تعتبر جديدة ومختلفة حتى عن السلالة التي يتسارع تفشيها في بريطانيا. ويتوقع أن يعلن الرئيس الجنوبي الأفريقي سيريل رامافوزا العودة إلى التدابير المشددة التي فرضت إبان الموجة الأولى من الهجمة الفايروسية، وقال خبير مكافحة الأوبئة في جوهانسبيرغ الدكتور ريتشارد ليسيلس: ليس أمامنا سوى تغيير سلوكنا لنواجه هذه السلالة. وتقول جوهانسبيرغ إن مستشفيات جنوب أفريفيا تشرف على استنفاد طاقتها الاستيعابية، ولا يوجد أي دليل على أن التفشي الراهن يوشك على تسطيح منحناه التصاعدي. وتوقع ليسيلس أن تنتقل السلالة الجديدة مع المسافرين من جنوب أفريقيا إلى الدول الأفريقية بعد انتهاء موسم احتفالات نهاية السنة. وفي تورونتو، أعلنت السلطات الكندية أنها سجلت إصابتين بالسلالة الفايروسية الجديدة السائدة في المملكة المتحدة. تزايد الوفيات يروّع إيطالياوألمانيا قيّدت السلطات الإيطالية أمس 305 وفيات، و8913 إصابة جديدة في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه حملات التطعيم بلقاح فايزر-بيونتك. وارتفع بذلك العدد الإجمالي لوفيات إيطاليا إلى 71.925 وفاة. لكن السلطات الإيطالية أقرت بأن عدد الوفيات قد يزيد على ذلك كثيراً. وفي برلين، استبعد وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفير أي تخفيف للتدابير المشددة التي تعم أرجاء ألمانيا، بعدما ارتفع عدد وفيات البلاد بكوفيد-19 إلى أكثر من 30 ألفاً. وقال إنه إذا ثبت عدم جدوى الإغلاق الحالي، فسيتم تشديد القيود لمواجهة الوضع الصحي. وفي إسرائيل؛ بدأ العمل بتدابير الإغلاق الكامل لمواجهة تسارع التفشي الوبائي. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن الإغلاق سيستمر أسبوعين. لكنه لم يستبعد تمديده إذا تواصل تسارع التفشي.