أضحى ما يفعله كوفيد-19 في الإنسانية أشبه ما يكون بسباق بين قط وفأر. وعلى رغم أن تباشير اللقاح بدأت تملأ الأفق، مؤذنة بنهاية قريبة للجائحة المستمرة منذ نهاية 2019؛ فإن كوفيد-19 واصل حصده المريع للأرواح، والإيقاع بمزيد من المصابين، وتدمير الاقتصاد في كل مكان. فعلى الصعيد العالمي ارتفع عدد المصابين عند منتصف نهار السبت إلى 66.29 مليون نسمة. وقفز عدد وفيات العالم بهذا الوباء إلى أكثر من 1.53 مليون شخص. وهي أرقام يبررها الارتفاع المخيف في العدد اليومي للإصابات الجديدة. فخلال الجمعة والسبت بلغ عدد الحالات الجديدة عالمياً 690.127، و687.401 على التوالي. وبالطبع فإن الأزمة أضحت أشد إيلاماً للولايات المتحدة، التي رُزئت بتسجيل أرقام قياسية في كل جانب. فخلال الأربعاء والخميس بلغ عدد الحالات الجديدة 217.664 و227.401 على التوالي. وقيدت أمريكا الأربعاء 3.157 وفاة. وباتت تقترب من 15 مليون إصابة (14.77 مليون إصابة أمس)، فيما قفز عدد الوفيات منذ اندلاع الجائحة 285.610 وفيات. وحدا ذلك بالرئيس المنتخب جو بايدن ليتكهن بأن بلاده قد تشهد 250 ألف وفاة إضافية بحلول يناير 2021. وفُرض الإغلاق أمس في لوس أنجليس، وسان فرانسيسكو. وسجل معظم ولايات أمريكا خلال الساعات ال24 الماضية أرقاماً قياسية، لجهة كثرة الإصابات الجديدة، وارتفاع الوفيات. واضطرت مراكز الحد من الأمراض ومكافحتها إلى تعديل لائحة إرشاداتها الوقائية أمس، لتنصح جميع الأمريكيين بضرورة ارتداء الكمامة إذا دخلوا أي أماكن مغلقة خارج بيوتهم. ونصحتهم بضرورة ارتداء الكمامة داخل المنزل إذا أصيب أحد أفراد الأسرة بالفايروس. وفيما ارتفع عدد الإصابات في الهند أمس إلى 9.6 مليون، وفي البرازيل إلى 6.53 مليون، وفي روسيا إلى 2.43 مليون؛ انضمت إيران إلى نادي الدول الموبوءة بأكثر من مليون إصابة. ويشمل هذا النادي إسبانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، والأرجنتين، وكولومبيا، والمسكيك، وألمانيا، وبولندا، وإيران. ومن الدول المرشحة للحاق بهذا النادي بيرو (970860 إصابة)، وجنوب أفريقيا (805804 إصابات)، وأكرانيا (801716 إصابة)، وتركيا (765997 إصابة). وأعلنت السويد أنها قررت إغلاق المدارس الثانوية اعتباراً من غدٍ الإثنين، بعد تقييد 209 وفيات خلال يومين. ومع أن إيران عمدت إلى تخفيف القيود الوقائية في العاصمة طهران، إلا أن مدارسها لا تزال مغلقة. وسجلت إيران الجمعة 13922 إصابة جديدة. ويقترب عدد وفياتها من 50 ألفاً منذ بدء الجائحة، وهو العدد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. وفي العالم العربي، بات ثمة خوف كبير على الوضع الصحي في السودان. فقد تزايد عدد الوفيات جراء فايروس كورونا الجديد، خصوصاً وسط الطبقة الاجتماعية العليا. فقد أشارت صحف الخرطوم خلال الأسبوع الماضي إلى عدد مفزع من الوفيات وسط أساتذة الجامعات، وكبار الأطباء المدنيين والعسكريين، خصوصاً في أعقاب خروج أكثر من مليون نسمة لتشييع جنازة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي الجمعة قبل الماضي. وفي المقابل، ذكرت صحيفتا «الغارديان» و«التايمز» البريطانيتان، أمس الأول، أن الأرقام الرسمية -إذا صحت- تؤكد أن اليمن هو المكان الوحيد في العالم الذي لم ينجح فايروس كوفيد-19 في اختراقه، وتحقيق تقدم كبير فيه. وذكرت شبكة سكاي نيوز البريطانية أن عدد الإصابات في اليمن لا يتجاوز 2.124 إصابة، و611 وفاة. ومع أن جهات أخرى من المنظمات الإنسانية والطبية تتمسك بأن عدد الحالات في اليمن أكبر بكثير مما يعلنه الحوثيون، وكذلك عدد الوفيات؛ وقال مسؤولو كلية النظافة والطب المداري في لندن إن عدد الوفيات ربما بلغ في سبتمبر الماضي 2100 وفاة في اليمن. وذكرت صحيفة «التايمز» أن منظمة الصحة العالمية رفضت مزاعم بعض الجهات التي ذهبت إلى أن «مناعة القطيع» تحققت في اليمن. وحذر مدير منظمة الصحة العالمية في اليمن ألطف موساني من إن موجة فايروسية أخرى قادمة إلى اليمن، وقال: «إن مناعة القطيع عادة ما تتحقق من خلال عمليات التطعيم».