لم يعد كوفيد-19 بحاجة لنماذج رياضية، وتكهنات المحللين في شأن مدى وسرعة تفشيه. فقد أضحى يُعدي مليوناً من الأشخاص خلال أسبوع واحد. ففيما قفز خلال عطلة نهاية الأسبوع فوق 28 مليون مصاب، أضحى صباح الأحد وهو يتقدم بخطى حثيثة صوب المليون ال29 (27.69 مليون ظهر السبت). ويعني ذلك أن العالم سيُرزأُ خلال أو قبيل عطلة نهاية الأسبوع الحالي ب30 مليون مصاب بفايروس كورونا الجديد. ومع الأرقام المتصاعدة لعدد المصابين، يوالي عدد المتوفين بالفايروس الارتفاع صوب المليون الأول من الوفيات. فقد بلغ عدد الوفيات عالمياً قبل انتصاف نهار السبت 920.461 وفاة. وعلى رغم أن بعض دول العالم تتنفس الصعداء من أسوأ تفشٍّ وبائي شهدته على مر القرون؛ فإن القوى الكبرى التي تواجه النكبة الأشد تتردى حالها، وتسوء أرقام مصابيها ووفياتها. فقد اقتربت الولاياتالمتحدة، التي تحتل المرتبة الأولىة عالمياً، من 7 ملايين مصاب؛ إذ بلغ العدد الإجمالي لإصاباتها أمس 6.63 مليون شخص. وتقترب جملة وفياتها من حاجز ال 200 ألف (197.421 وفاة حتى أمس). أما الهند فإن مصابها أكبر. فهي تبدو كمن تنافس الولاياتالمتحدة في جميع الأرقام المفجعة. وقد تتفوق عليها. من يدري؟ فقد بلغ عدد الإصابات في الهند أمس 4.66 مليون نسمة، وتوفي منهم 77.506 أشخاص. وأبلغت الهند أمس السبت عن 1.201 وفاة جديدة. وبلغ عدد الحالات الجديدة خلال الساعات ال24 المنتهية صباح السبت 97.570 إصابة. وقال الخبراء إن الإصابات تتسارع في الهند أكثر من أي مكان آخر في العالم. وطمأنت وزارة الصحة الهندية شعب البلاد بأن نسبة التعافي ارتفعت الى 77.7%. وأكدت أن الفارق بين الحالات الناشطة وعدد المتعافي يزداد كل يوم. وتجاوز عدد الإصابات في ولاية مهاراشترا (غربي الهند)، وعاصمتها الحاضرة المالية للبلاد مومباي، مليون إصابة. وسجلت مهاراشترا أكثر من 28 ألف وفاة منذ اندلاع الجائحة. وليست البرازيل -التي تحتل المرتبة الثالثة بعد أمريكاوالهند- أحسن حالاً منهما. فقد ارتفع عدد مصابيها أمس إلى 4.28 مليون. وزاد عدد الوفيات ليصل الى 130.474 وفاة. ويوالي «خماسي» أمريكا الجنوبية والوسطى- بيرو، وكولومبيا، والمكسيك، والأرجنتين، وتشيلي- المنافسة على إحراز أرقام مفزعة؛ تتصدره بيرو (716.670 إصابة، و30.470 وفاة). وتواصل المكسيك حيازة مرتبة متقدمة عالمياً لجهة عدد الوفيات؛ إذا سجلت حتى أمس 70.183 وفاة. ويمثل الوضع في القارة العجوز (أوروبا) مثار قلق متنامٍ. فقد تجاوز عدد الحالات الجديدة في الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، والنرويج، وآيسلندا نظيره الأمريكي، ب27.233 إصابة جديدة، في مقابل 26.015 حالة جيدية في أمريكا الأربعاء الماضي. ويذكر أن الاتحاد الأوروبي يبلغ عدد سكان بلدانه 450 مليوناً، في مقابل 330 مليوناً هم عدد سكان الولاياتالمتحدة. ودخلت أوروبا الشرقية (الشيوعية سابقاً) المشهد بارتفاع متوالٍ في عدد الإصابات الجديدة في هنغاريا، وجمهورية التشيك، وبولندا. وقالت الحكومة الهنغارية إن مسؤوليها يضعون «خطة حربية» لمواجهة «الموجة الثانية» من هجوم فايروس كورونا الجديد. وقالت النمسا أمس إنها ستتخذ تدابير مشددة جديدة لكبح تفشي الفايروس. وأبلغت إسبانيا الجمعة عن 4.137 إصابة جديدة، قفزت بالعدد الإجمالي إلى 576.697، وهو العدد الأكبر في أوروبا. وامتد البؤس في أوروبا الى بريطانياوهولندا. ففي بريطانيا أضحى عدد الحالات الجديدة بمتوسط يبلغ 3 آلاف إصابة خلال معظم أيام الأسبوع الماضي. وقالت اللجنة العلمية التي تقدم المشورة للحكومة البريطانية إنه يبدو أن معدل التفشي متزايد في جميع أرجاء المملكة المتحدة. وقال علماء جامعة كينغز كوليدج في لندن أمس، إن معدل التفشي أخذ يتضاعف كل 7 أو 8 أيام. وأعلنت الحكومة البريطانية منع اختلاط الأسر وتزاورها -اعتباراً من الثلاثاء- في مدينة بيرمنغهام (ثانية كبرى مدن بريطانيا)، وبلديتي سوليهل وساندويل اللتين تجاورانها. وذكر مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أمس أن شخصاً من بين كل 1.400 شخص في بريطانيا أصيب بالفايروس خلال الأسبوع الأول من سبتمبر الجاري؛ وأن معدل الإصابات الجديدة يصل الى 3.200 يومياً، وأن غالبية المصابين تراوح أعمارهم بين 17 و34 عاماً. وأعلنت هولندا أمس أنها رصدت 1.270 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية، وهو أكبر عدد منذ منتصف إبريل الماضي. وفيما تتهيأ فرنسا لمزيد من التدابير المقيدة للحركة، أبلغت السلطات عن قفزة كبيرة في عدد الإصابات الجديدة (الجمعة)، لكن عدد المصابين المنومين في غرف الإنعاش الفائق بلغ 615 شخصاً، مقارنة بنحو 7 آلاف مريض خلال ذروة التفشي الأول الربيع الماضي.