تزخر الطائف بكثير من المواقع التاريخية والسياحية التي جعلت منها مصيفا جاذبا منذ الأزل، وتأتي ضمن أهم الوجهات على المسار السياحي الذي أطلقته هيئة السياحة تحت شعار «تنفّس»، الذي ينطلق من أبهاجنوب المملكة، إلى شمالها في تبوك، مرورا بالباحة والطائفوجدة ورابغ وينبع. ووقفت «عكاظ» على إحدى الوجهات النادرة في مرتفعات الهدا، وهي قرية أثرية معلّقة في جبل الفُليس على جانب الطريق الدائري، ما زالت صامدة في وجه الظروف وعوامل التعرية، غير أنها تحتاج لإعادة استكشاف واهتمام. وكشف المرشد السياحي أحمد الجعيد ل«عكاظ» أن جبل الفليس يقع في وادي الأعمى بمنطقة الهدا السياحية، وفيه قرية صخرية شاهدة على البعد التاريخي الزاخر، تم بناؤها من الأخشاب والصخور والطين من طبيعة المنطقة، وتعد مزارا سياحيا مهما، إذ يتم تعريف السياح عليها عن بعد لصعوبة الوصول إليها. ولم تتم تهيئتها حتى الآن، ولم يفتح لها طريق للاستفادة منها، وهي إطلالة ساحرة. وتتعلق الآمال في أن يعاد تأهيلها وإضاءتها ووضع درج أو طريق يوصل إليها ويعاد استكشافها. يقول الكاتب المؤرخ حماد السالمي، في كتابه المعجم الجغرافي، إن الفليس جبل مرتفع في الهدا ويتوسطها، ويشرف على جميع من حوله من مزارع الفواكه والورد، وفي طرفه الجنوبي قرية قديمة متهدّمة، وغربه مستشفى الهدا، وسمي بهذا الاسم نظراً لما يلاقيه الصاعد إلى قمته من مشقّة وتعب. ولفت السالمي إلى أن القرية ضمن معالم الطائف التاريخية والجمالية التي تصل إلى 70 سدا أمويا ومساجد تاريخية ودروب حجيج وقصور وحصون وقرى ونقوش وشماريخ تطل على السهوب التهامية من الغرب والجنوب.