ارتبطت الطائف بمسميات وألقاب كثيرة على مر التاريخ ك«بستان مكة» و«مصيف الملوك»، وهي إحدى القريتين التي ذكرت في القرآن، واكتسبت مكانتها في نفوس السياح والزوار والأهالي لما تحظى به من أجواء لطيفة ومرتفعات ساحرة. وترتفع الطائف عن سطح البحر نحو 2500م، وتحيط بها الجبال من كل اتجاه وتتخلها العديد من الأودية وتكثر بها بساتين الفواكة الشهيرة كالخوخ والمشمش والعنب والرمان، وتنتشر أشجار البرشومي لذيذ الطعم بين أودية جبالها، بالإضافة لمزارع الورد التي تنتج سنوياً نحو مليوني ونصف المليون وردة، ويصنع منها أغلى العطور العالمية، والدهن الذي يستخدم لتطييب الكعبة الشريفة. كما حظيت الطائف بميقاتين لأداء مناسك العمرة والحج، كميزة لا توجد في غيرها، وبها العديد من المواقع التاريخية والأثرية كقصر شبرا، وسوق عكاظ، ومسجد العباس، والقلاع، والحصون، والمتاحف. وتغنى في مدينة الورد عشرات الشعراء الكبار في الوطن العربي من أمراء ومثقفين وأدباء، ومن أحيائها تخرّج عمالقة الفن الغنائي كمحمد عبده وطلال مداح وغيرهما، وظهرت الكثير من الأغاني الجميلة مثل «شوف قلبي من البارح معك»، من كلمات وأداء أبوبكر سالم بلفقيه، و«أنت في الطائف» من كلمات إبراهيم خفاجي، و«حمام جانا من الطائف» من كلمات لطفي زيني وغناها طلال مداح، و«يا ريم وادي ثقيف» من كلمات الأمير عبدالله الفيصل وغناها طارق عبدالحكيم، وغيرها الكثير في كتاب «أغاني الطائف المأنوس» للكاتب والأديب حماد السالمي، ومنها رأت السينما السعودية النور عبر 14 داراً كانت مصدر إشعاع قوي، وحتى عهد الملك فهد طيب الله ثراه عقدت فيها عدة جلسات لمجلس الوزراء وشهدت مجموعة اتفافيات لإنهاء الصراعات في الدول العربية، كاتفاق الطائف بين الأحزاب اللبنانية 1989م، واتفاق اليمن. وتشهد الطائف هذه الأيام إقبالاً من الزوار بعد جائحة «كورونا»، ووفق مسح أجرته «عكاظ» في موقع روح السعودية الذي أطلقته هيئة السياحة، جاءت الطائف ضمن أهم ثلاث وجهات تلقى إقبالاً على السياحة الداخلية. ورصدت «عكاظ» تفرّد أجوائها بالغيوم والأمطار طيلة الأسابيع الماضية على قممها في الهدا والشفا التي تشهد كل عام توسّعا في بناء الفنادق والمنتجعات والنزل السياحية، وكشف عدد من ملاك الوحدات والفنادق ارتفاع نسبة الإشغال من أول أيام عودة الحياة الطبيعية بعد رفع قيود التنقل والإغلاق التي شهدتها البلاد بسبب «كوفيد 19».