«ما لم يقرأ نظام أردوغان الرسائل المصرية التي حملها خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأول جيداً، فلا يلومن إلا نفسه».. هذا كان تعليقاً لخبير إستراتيجي عربي، مضيفاً أن أنقرة أمعنت في استفزاز القاهرة خصوصاً من الجوار الليبي الحيوي لمصر. رسائل السيسي السياسية والعسكرية بدت واضحة ومحددة وقوية هذه المرة عن سابقاتها، خصوصاً بعد المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار والتي لم تجد آذاناً صاغية من تركيا وتابعتها حكومة الوفاق، بل واستمرت أنقرة في إرسال المزيد من المرتزقة والمليشيات، ومن هنا والحديث لمراقب مصري، فإن الحرب في ليبيا بدأت تقترب كثيراً من الحدود المصرية، ما دفع الرئيس السيسي إلى اعتبار «سرت والجفرة» خطاً أحمر بالنسبة لمصر، ومن ثم كان لا بد من إعلان موقف واضح وحاسم لردع التدخلات التركية، وهو ما أعلنت القاهرة أنه بات يحظى بشرعية دولية. وفي تأكيد على جدية موقف القاهرة، وبعد أقل من 24 ساعة على إعلان الغضب المصري، شدد وزير الخارجية سامح شكري، على أن أي تهديد للأمن المصري والعربي سيلقى رداً مناسباً. وقال في تصريحات أمس (الأحد)، إن مصر تسعى لتعزيز الحل السياسي في ليبيا، مضيفاً: ندعو إلى ضبط النفس في ليبيا. واتهم «حكومة الوفاق بأنها لم تحسن قراءة موقف السيسي». وتابع: «نأمل التزام الوفاق بولايتها التي نص عليها اتفاق الصخيرات». واللافت في تصريحات رئيس الدبلوماسية المصرية، أنها المرة الأولى التي تتحدث عن الخيار العسكري، إذ أعلن شكري أن «الحل العسكري هو الخيار الأخير لمصر للدفاع عن أمنها»، مشدداً على رفض محاولة توسع تركيا، لافتاً إلى التنسيق مع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في ليبيا. ولم يكتف الوزير المصري بذلك، بل شدد على أن مصر تنسق «مع تونس والجزائر ولدينا رؤية مشتركة بشأن ليبيا»، وأكد أن «الوقت حان للعمل الجدي لإرساء الاستقرار في ليبيا». واعتبر مراقبون سياسيون، أن الوضع في ليبيا مفتوح على كل السيناريوهات، وأن الأزمة تقترب من حافة الهاوية، محذرين من أنه إذا لم تنصع حكومة الوفاق للحلول السلمية والمبادرات المطروحة للحل، وإذا لم تقرأ أنقرة رسائل القاهرة أكثر من مرة قبل الإقدام على أي خطوة، فإنه لا بديل عن التدخل العسكري لإعادة الأمور إلى نصابها.