وضع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس (السبت) النقاط على الحروف بشأن الأزمة الليبية وتفاعلاتها، في خطاب وصفه مراقبون سياسيون بأنه «الأقوى» منذ اندلالع الحرب، مؤكدين أنه حمل رسائل حاسمة خصوصا لجهة التصدي للتدخلات التركية، إذ لم يستبعد الخطاب الخيار العسكري لنسف أوهام الغزاة الأتراك وأحلامهم الزائفة في إحياء «الخلافة العثمانية»، وهو ما جدد التأكيد عليه اليوم (الأحد) وزير الخارجية المصري عندما أعلن أن «الحل العسكري في ليبيا هو الخيار الأخير لمصر للدفاع عن أمنها»، وذلك بعد تلويح الرئيس السيسي ب«تدخل عسكري مباشر» في ليبيا، وأنه بات يحظى بشرعية دولية، خصوصا إذا واصلت مليشيا ومرتزقة الوفاق الوطني ومن خلفها نظام أردوغان التقدّم نحو سرت المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر المتوسط، مؤكدا أنها و«الجفرة» خط أحمر بالنسبة لمصر. ونوه المراقبون بقوة الموقف المصري مما يحدث من تدخل تركي في ليبيا، مؤكدين أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تدافع عن الأمن القومي العربي، وليس الأمن القومي المصري فقط، وتقف أمام مشروع تركيا لإحياء الخلافة. ودعت مصادر موثوقة، المراهنين على سيطرة الميلشيات المسلحة على ليبيا بدعم المحتل التركي، بأن يراجعوا مواقفهم، بعدما كشر المارد المصري عن أنيابه وبدأ التحرك لنسف أوهام الغزاة الأتراك الحالمين بإحياء الخلافة العثمانية. وشددوا على أن السيسي قادر على دحر مشروع الجماعات المتطرفة في ليبيا التي تتحرك عن طريق الممول القطري والمشرّع الإخواني والذراع العسكرية التركية بتنفيذه عصابات المرتزقة والإرهابيين . واعتبرت المصادر، أن يوم 20 يونيو سيبقى علامة فارقة في المواجهة بين مشروع الدولة العربية الوطنية ذات السيادة التي يدعمها الجيش المصري العريق، وبين المخطط الإخواني الهادف إلى نشر الفوضى الخلاقة والخلافة المزعومة. وأكدت أن موقف القاهرة يعبر عن موقف حازم ضد التدخل التركي السافر الذي لا يستهدف ليبيا فقط وإنما يستهدف المنطقة العربية ككل بمظلة إخوانية، لكن الجيش المصري العريق قادر على إيقاف العبث التركي الذي يدعم المرتزقة والجماعات المتطرفة، لافتا إلى من ساند الليبيين لإخراج المستعمر الإيطالي قادر على دحر المحتل التركي. وشدد المصادر على أنه بفضل الجيش المصري ستتكسر أوهام الخلافة التي يسعى لإعادتها المحتل التركي.