الاحتفال بالذكرى ال 60 على صدور أول عدد من صحيفة «عكاظ»، يلخص مسيرة ستة عقود من النجاح والعمل بمهنية تقوم على الوطنية وتستند على المصداقية والموثوقية. «عكاظ» التي دأبت منذ ولادتها في 28 مايو 1960، على وضع مصلحة الوطن والمواطن أولاً، كانت ومازالت جبهة إعلامية قوية في مواجهة أعداء الوطن، فضلاً عن إيصال رسائل المواطن وقضاياه والتعبير عن آرائه في جميع المناسبات، لتستحق أن تدخل القلوب قبل البيوت، لتصبح الصحيفة الأولى. يتقدم العمر ب«عكاظ» فتزداد شباباً وأناقة، وتمضي نحو المستقبل وهي تزهو بحلتها الجديدة، وفق سياسة إعلامية جادة وطرح بنّاء متزن. وتأتي هذه المناسبة لنستحضر معها مسيرة النجاح الممتدة لقلعة إعلامية عملاقة لم تخرج عن قيم الوطن والمجتمع، بل أرست قواعد العمل الصحفي الاحترافي بمسؤولية عالية. يحق لنا، في هذه المناسبة، أن نفخر بما وصلت له «عكاظ» من إنجازات، إذ رسمت طريقها بثبات ونجاح في مواجهة التحديات ومواكبة المتغيرات كافة، الأمر الذي مكّنها من رفع شعار «أن تكون أولاً»، وحصد المزيد من الإعجاب والاعتزاز، باعتبارها منبراً إعلامياً وطنياً يعبر عن ضمير الوطن وصوت المواطن بمهنية ومصداقية ومسؤولية. لا شك أن نجاحات «عكاظ» لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتاج مراحل تطويرية متلاحقة بدءاً من الدراسات والاستطلاعات الميدانية لرغبات وتطلعات القراء، مروراً بالأشكال والقوالب الصحفية التي استحدثت وخضعت للدراسة والتحليل، وصولاً للمنتج النهائي الذي يطالعه قارئ الصحيفة في كل لحظة وكل صباح. وأمام تلك المحطات المضيئة من تاريخ «عكاظ»، يسعدني أن أستحضر جهود مؤسسي الصحيفة الأوائل بالمزيد من الفخر، وأستثمر هذه المناسبة لتقديم الشكر للجميع - رحم الله من رحل منهم - والشكر للزملاء العاملين في «عكاظ» من قيادات تحريرية وإدارية وفنية ومراسلين وطواقم في ميادين العمل. ونؤكد أن مجلس إدارة «عكاظ» سيمضي في الدعم لهذا الصرح الإعلامي الشامخ تعزيزاً للدور الريادي الذي وصلت إليه الصحيفة لخدمة الأهداف الإعلامية الوطنية. كما أن مجلس الإدارة سيستمر في مساندة الصحيفة لتجاوز التحديات في ظل المتغيرات الإعلامية التي تفرضها موجة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز. وقد سعت «عكاظ» من خلال مشروعها التطويري الذي دشنته في ديسمبر الماضي لرسم مسار جديد تواصل من خلاله مسيرتها الريادية بهوية جديدة ومحتوى رصين يستفيد من فضاءات الإعلام الإلكتروني والرقمي محلقاً في سماء التميز لتبقى «عكاظ» في الصدارة، كما عهدناها خلال ال60 عاماً الماضية. ختاماً.. نسأل الله أن يجلي غمة «كورونا»، ويزيل الوباء ويرفع البلاء، ويديم علينا الأمن والأمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله. * رئيس مجلس إدارة مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر