عزا رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» جميل الذيابي نجاح الصحافة الورقية واحتفاظها بحضورها اليومي إلى تمسكها بالمهنية والمصداقية والموثوقية، مؤكدا - خلال مشاركته في «ندوة الإعلام الجديد والمصداقي» بمعرض كتاب جدة مساء أول أمس - أن القارئ يبحث عن عمل مميز يعنى بشأنه اليومي، ويعرض عليه بلغة صحيحة وسليمة من الأخطاء والضعف والتهويل، وأشار إلى أن الأفضلية لمن يفكر بطريقة جديدة جادة وجاذبة وقائمة على العصف الذهني اليومي، لافتا إلى أن الإعلام الجديد أو البديل «وسائط ووسائل التواصل» سبق الإعلام الكلاسيكي متمثلا في الصحف والمجلات بالصورة وسرعة التواصل والتفاعلية. فيما تخلف الإعلام الجديد بسبب غياب أو ضعف المهنية، وانعدام المصداقية أحيانا، والتهوين من شأن التوثيق عبر مصدر رسمي، كون معظم من يتعاملون مع الإعلام الجديد ليسوا متخصصين في الإعلام، وليس لديهم الخبرة الكافية، ويغامرون بنقل أخبار أحيانا غير صحيحة أو ليست دقيقة، دون اعتبار للثوابت الوطنية والمعايير المهنية والقيم الأخلاقية، وأوضح أن القاعدة الذهبية في العمل تتلخص في «أن تأتي متأخرا بعض الشيء وأنت صادق في أخبارك وموثق مصادرك خير من أن تأتي سابقا بأخطاء ربما لا تغتفر». وأكد الذيابي أن مقولة: « كل خبر قابل للنشر» ليست على إطلاقها، إذ أن هناك بعض الأخبار لا تنسجم مع ظروف أو زمن معين، كون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والتطاول على الثوابت خطا أحمر، داعيا إلى الخروج من مأزق مصطلح التنافسية، كون العمل الإعلامي الوطني عملا تكامليا؛ لتعزيز اللحمة الوطنية، والحفاظ على مقدرات الوطن ومنجزاته، والتصدي لكل فكر منحرف أو يد عابثة، مشددا على أهمية التزام الإعلام - بكل أنواعه - بالأخلاق الإسلامية، والنظام العام، والبعد عن التشهير والشخصنة، ونشر المشاهد والصور المثيرة أو الخادشة للذوق العام أو المقززة. ولفت إلى أن قيام المطبوعة على رؤية، وتمتع الصحفي بالوعي، والتكامل بين إدارة الصحيفة ورئاسة تحريرها تضمن نجاح الصحيفة والمنافسة على الحضور في المقدمة، ووصف الذيابي نفسه بالصحفي، كون رئاسة التحرير لا تعني أن يقتعد الرئيس كرسيا، ويكتفي بمتابعة العمل عن بعد، كونها آلية تجاوزها الزمن ، بل يندمج مع فريقه في كل تفاصيل العمل، ويحرر ويضع العناوين؛ ليشعر الجميع بأن الصحافة منجز الفريق التكاملي. وأضاف الذيابي: أن الصحافة الورقية في ظل الإعلام الجديد يمكنها الحضور بقوة من خلال البعد عن التقليدية والتكرار، وقراءة ما وراء الخبر، وتحليل الأحداث، والعناية بهموم وحاجات الناس وطموحاتهم، وقال: «أنا أبحث عن المختلف، وما يدور خلف الكواليس، وأحتفي بالقصة الخبرية، ويمكن أن أضع الثقافة في الصفحة الأولى إن كانت مثيرة للجدل». وأجاب رئيس تحرير «عكاظ» عن سؤال حول دور الرقابة بقوله: «الأيام والتجارب تعلم الإنسان كيف يعمل بصورة جيدة، ويراعي مصالح الوطن العليا». فيما أثنى رئيس تحرير صحيفة مال الإلكترونية مطلق البقمي على نظام تحويل صحافة الأفراد إلى صحافة مؤسسات، مؤملا أن يتم تطبيق نظام تحويل الصحف الإلكترونية إلى صحافة مؤسسات، مطالبا بلجنة انضباط إعلامية للحد من التجاوزات أو التطاول على القيم والثوابت؛ ولتحد من سطو الصحف على بعضها، وأكدت الإعلامية سارة الدندراوي أن دراسة الإعلام لا تجعل من الإنسان إعلاميا متميزا، كون المسافة بين النظري والتطبيقي طويلة، وأوضحت أن النظريات الإعلامية مثالية، والعمل الميداني الواقعي مليء بالضغوط والاعتبارات، ومنها ضغط المعلن، والحالات الإنسانية، مشيرة إلى أن نجاح أي وسيلة إعلامية مرتبط بمهنية فريق العمل المؤهل علميا وأخلاقيا والمسنود بالخبرة.