حتى وهي تحصد النجاح يوماً بعد يوم.. وفي ظل افتتان الجيل الشاب بهذه الظاهرة الإعلامية الجديدة وإقبالهم الشديد عليها.. لا يكل ولا يمل بعض الإعلاميين (الورّاقين) في نقاشاتهم وندواتهم وجلساتهم الخاصة، من التقليل من شأن الصحف الإلكترونية السعودية ونعتها بوسائل إعلامية سيئة السمعة، هلامية وخالية من المشاعر، والمصداقية، والإبداع.. تنشر دون فاعلية تذكر، وتحاول بلا تأثير يستحق. قد نتخيل بسهولة إشكال التنافس بين وسيلة إعلامية وأخرى، وقد نتفهم طبيعة تناقض (الورّاقين) حين يتعاظم الواقع الإعلامي الجديد، وتتهاوى الأنماط الصحفية التقليدية، وقد نتجاوز أحياناً على مضض عن قناعات ممن تعوّدوا على هوية واحدة من العمل الصحفي لسنوات طويلة.. لكننا لن نقبل أبداً بالتقليل مما تقدّمه الصحف الإلكترونية السعودية الجادة من جهد كبير، وعطاء صحفي ناجح، ومهنية عالية تشعرنا بالفخر والزهو بما تحمله من رسالة وطنية، ومسئولية اجتماعية، وحس إعلامي عالٍ بشهادة الصادقين من الممارسين والأكاديميين المتخصصين في الإعلام وشئونه ممن يعون أهمية ما تطرقه من موضوعات، ويستوعبون ما تنشره من مقالات وإبداعات تقبل بالرأي والرأي الآخر بعيداً عمّا تبثه بعض المواقع الشخصية المعروفة توجهاتها المشبوهة من شائعات وأخبار مغلوطة. إن ما تحقق حتى الآن من جهد صحفي إلكتروني سعودي تفوق في جوانب كثيرة، ولامس أطراف الحرية المنشودة، واكتسب ثقة القارئ، وأسهم في إحداث حراك ثقافي وإعلامي لا يهدأ على مدار الساعة يعود لميزة قبول حق التعبير للجميع، والسهولة في تداول المعلومات، وسلاسة تفاعل القرّاء، وصدق إيصال صوت الناس دونما تعقيدات. إن أحد المتغيرات الأساسية المهمة التي نلمسها اليوم في المشهد الصحفي المحلي يتمثل في ترسيخ الصحف الإلكترونية السعودية نفسها بقوة كأحد الخيارات الإعلامية المتاحة أمام القارئ المحلي والعربي، وبروزها - رغم قلتها - كوسائل إعلامية عالية المصداقية ومصدر مهم للأخبار لدى شرائح كبيرة من المواطنين على اختلاف مستوياتهم لا يستغنون عنها و يبحثون عنها مع إشراقة شمس كل صباح لمتابعة ما فاتهم من أخبار، وحوارات، ومشاهدة ما تبثه من تغطيات وصور ولقطات مرئية حديثة. إن تعاظم نمو الصحف الإلكترونية السعودية الجادة، وتطور تقنياتها وأساليبها الإعلامية الجديدة الذي فاق المتوقع، وتجاوز التطلعات، ولامس الإبداع في أحيان كثيرة، لم يأت من اجتهادات عشوائية، بل يقف خلفه إعلاميون سعوديون مشهودٌ لهم بالكفاءة، والمهنية العالية، والخبرات الصحفية المتنوعة آمنوا بنجاح هذه الوسيلة الحديثة وصدقها في ملامسة هموم الناس، وأهميتها في تغيير مسارات حياتنا نحو الأفضل، فأصبح لها هذه الجماهيرية والشعبية وغدت شريكا فاعلاً في رسم ملامح حياة المجتمع ومقدرة على التأثير فيها إيجاباً.. إلا أن كل هذا التألق والتميُّز للصحف الإلكترونية السعودية ما زال يفتقد - حتى الآن - الاعتراف الرسمي به على الرغم من توافر كل عوامل ومعايير ومعطيات العمل الإعلامي الوطني الناجح بعيداً عن تعقيدات الماضي وشطحات المستقبل.