تعتبر جماعة الإخوان الإرهابية أول من أسس تنظيمات الإرهاب الإلكتروني فيما يعرف ب«الكتائب الإلكترونية» التي كانت تعمل لأعوام طويلة من خلال غرف العمليات الإلكترونية لتنفيذ أجنداتها المسمومة، حتى قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، والسعي المتواصل على نشر التطرف والتسويق لفكر الإخوان، ابتداء بالمنتديات العامة، مروراً بغرف ال«بالتوك» الشهيرة، وانتهاء بغرف «الشات» الشبابية، عبر معرفات وهمية تستخدم الردود المضللة على المخالفين وتشوه سمعتهم بكل الطرق الممكنة. وبرزت الكثير من الحسابات السوداء بشكل واضح على موقع «تويتر» تحديدا في العامين 2014 و2015 رغم وجودها قبل هذين العامين، من خلال نشاط الكتائب الإلكترونية للإخوان على «تويتر» أو على «اليوتيوب» و«الفيسبوك»، إلا أن الكثير منها بعد هذه الفترة كان يعمل وفق خطط موضوعة باستخدام أساليب تحريرية محددة، وبأدوات متطورة عبر رسائل الفيديو والجرافيك وغيرها، خصوصاً في تطبيق تويتر الشهير باعتباره الأكثر تأثيرا والأسرع في إيصال الرسالة، ولعل هذا الظهور المنظم كان بعد سقوط جماعة الإخوان في مصر، وفشل الخطط التركية الراعية لجماعة الإخوان الإرهابية بسقوط أهم أدواتها. وخصصت جماعة الإخوان نسبة كبيرة من أموالها لدعم هذه الحسابات السوداء بشكل مباشر وغير مباشر، إذ تنوعت المنابر الإعلامية التي عمل «التنظيم» على تأسيسها ودعمها من قنوات تلفزيونية إلى صحف ومنصات وملتقيات وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف المملكة بشكل مباشر، وتسعى إلى الإخلال بأمنها، وتعمل على تسويق المشروع العثماني في المنطقة بتمجيد أردوغان وتبييض صفحته أمام العرب وتضخيمه كقائد. ولا يمكن التغافل عما يفعله «العنكبوت الأسود» عزمي بشارة، الذي برز في صناعة أكبر إمبراطوريات الإعلام ومراكز الأبحاث والدراسات في المنطقة لغايات سياسية وتنفيذ أجندات مشبوهة، هذه الإمبراطورية التي بناها من جيوب من يبيع الولاء لهم «من يدفع أكثر»، إذ حققت له نقلة نوعية بعد أعوام من الفقر خلال حياته في إسرائيل، وزاد من ثرائه الميزانية المفتوحة التي قدمتها له جماعة الإخوان ليستمر في امتلاك العشرات من مراكز الأبحاث حول العالم لتمرير اجندة جماعة الإخوان الإرهابية على وجه الخصوص، وعمل على تدريب المئات من الكوادر المتخصصة لنشر الأكاذيب والإشاعات ضد السعودية تحديداً، والتخطيط لنشر الفوضى في المنطقة عبر شبكات إعلامية متخصصة. استراتيجية «المواطن الصحفي» اتخذت المعرفات الوهمية مواقعها على «السوشيال ميديا» ولبست عباءة «المواطن الصحفي»، وهي الطريقة الأسهل لاختراق المجتمع عبر تقمص هذا الدور، ورفع شعار الوطنية والتسويق لرسالتها بأنها من باب الخوف على الوطن، ليتسنى لها بعد ذلك التدليس على الجمهور المستهدف من أجل تمرير الرسالة الهدامة الموكلة إليها، مع تنوع أدوار هذه الحسابات حسب الخطط المرسومة لها. ولأن العاملين على هذه الحسابات مدربون جيداً على عمليات «التغلغل» وصناعة «الهاشتاقات» والتعليق عليها في مواقع التواصل الاجتماعي، وإتقان اللهجات المختلفة لمناطق المملكة لإضفاء المزيد من المصداقية، تجدهم متفقين مع المواطن البسيط في كثير من مشاكله وهمومه، إلا في نقطة معينة محددة لهم مسبقاً، حتى يعتقد وتويهم ذلك المواطن أن له وجهة نظر مختلفة في هذا الشأن، لكن الحقيقة أن وجهة النظر هذه محددة مسبقاً ومرسومة بدقة. يقول الخبير في «الكتائب الإلكترونية» الصحفي السعودي طراد الأسمري ل«عكاظ»: «إنه في عام 2016 لفت نظري وجود 3 حسابات على «تويتر» يتم تناقل تغريداتها وكتاباتها بشكل كبير سواء على «تويتر» أو على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وبالبحث عنها كانت تشترك في نقاط عدة، أبرزها استخدام أسماء سعودية، وصور وهمية مركبة في صورة شخصيات سعودية، وأخيراً تقمص دور المواطن السعودي، وجميع هذه الحسابات تأسست بعد 2014، إضافة إلى أن جميع تغريداتها مصدرها «أجهزة كمبيوتر مكتبية» لسنوات، وهذا يؤكد أن من يقف خلف هذه الحسابات يعملون تحت إدارة ربما تكون واحدة، فمن المستحيل أن يغرد الشخص منهم آلاف التغريدات لسنوات طويلة مستخدما جهازه المكتبي في حله وترحاله». ويضيف الأسمري أن كل واحد منهم كانت موكلة إليه مهمة معينة يكشفها نهجه التحريري من خلال استعراض تغريدات كل حساب، فهناك من مهمته التشكيك في مصداقية الإعلام الوطني ومحاولة قتل هوية الإعلامي السعودي بكل الطرق سواء كان وزيرا أو كاتبا أو صحفيا أو مؤسسة إعلامية أو قناة فضائية، والآخر مهمته زرع الفرقة بين أبناء الوطن الواحد عبر تقسيمه طائفيا، والثالث يتقمص دور المواطن المحارب للفساد عبر التشكيك في مقدرات الوطن ومنجزاته ونشر ثقافة الإحباط في أوساط الشباب، خصوصاً أن هذه الحسابات تستخدم صورا وفيديوهات غالبيتها معدة بشكل احترافي، تحتاج لفرق عمل متكاملة للعمل عليها، غير النواحي التحريرية. الحسابات السوداء ال3 السابق ذكرها التي كانت تتقمص دور المواطن السعودي وتغير جلدها بحسب مستجدات سياساتهم الخبيثة، وأصبحت ضد الوطن بشكل صريح عبر تأييد السياسات التركية ضد السعودية، من خلال ترويج الشائعات والأكاذيب. أسسها المدير العام السابق لشبكة الجزيرة وضاح خنفر (قطري من أصل فلسطيني) في 2014 كنسخة عربية من هافنغتون بوست العالمية، تحت مظلة شركة (IntegralMedia Strategies) المسجلة باسمه في لندن برقم 07885479. وأعلن الموقع العربي على صفحته الرئيسية أنه «اعتباراً من 30 مارس 2018، ستتوقف «هاف بوست عربي» عن نشر المحتوى، بعد قيام هافنغتون بوست العالمية بسحب ترخيصها بسبب تشويه النسخة العربية لسمعة المؤسسة العالمية، بعد استغلال الاسم كأداة للترويج لأجندة الإخوان، وغيرها من تيارات الإسلام السياسي متعددة الإتجاهات، وتحول النسخة العربية من «هاف بوست» إلى بوق للرئيس التركي أردوغان، وذراع إعلامية لجماعة الإخوان، مستغلة العلامة التجارية العالمية للموقع الأمريكي الشهير، حسب تقارير إعلامية عديدة. وجرى تعديل الخطة مباشرة، وتحويل مسمى الصحيفة إلى «عربي بوست» مع تغيير الشعار وعدم تغير سياستها المعادية للسعودية والمؤيدة لجماعة الإخوان الإرهابية. وتأكيداً لخبث طوية هذه الصحيفة، فقد بثت في الفترة منذ أغسطس 2015 إلى ديسمبر 2019 أكثر من 10 آلاف مادة مسيئة للسعودية. أسس وضاح خنفر في تركيا عام 2012 ما يسمى بمنتدى الشرق، وهو مؤسسة مشبوهة تسعى لاستقطاب الشباب وتدريبهم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبث الرسائل الإعلامية من خلالها عبر عقد المئات من الورش التدريبية واستقطاب كوادر قناة الجزيرة لتدريب الشباب والفتيات من مختلف الدول العربية، إذ تعد هذه المؤسسة المفرخة الأهم للحسابات السوداء، حيث تطورت أساليب كثير منهم، خصوصا في التعامل مع أدوات إنتاج الفيديو والوسائط التي أصبحت أكثر دقة واحترافية، وظهور الكثير من الصحف التي ترتدي الطابع الشبابي وتركز على صحافة المحتوى الجذابة لكنها تمرر رسائل الإخوان بين سطورها، مثل «ساسة سوبت، وعربي 21 وغيرها»، إضافة إلى ظهور عدد من البرامج على «اليوتيوب» لشخصيات شبابية تدعم توجهات الإخوان بتقنيات إنتاج عالية ودعم لا محدود لترويج برامجهم. بالإنجليزية: Middle East Eye ويُعرف اختصارا ب (MEE )، هو موقع ويب إخباري يتخذ من لندن مقرا له، أسسه جمال بسيسو (هولندي من أصل فلسطيني) في 2014، وهو مدير التخطيط وشؤون العاملين بقناة الجزيرة سابقا، وأحد كوادر حركة الإخوان المحظورة. ويعتبر هذا الموقع أحد أهم المصادر الوهمية التي تعتمد عليها قناة الجزيرة والحسابات السوداء بشكل عام، إذ يقدم هذا الموقع نفسه على أنه موقع إخباري بريطاني، لكن الحقيقة تقول بأنه ذراع إعلامية لتنفيذ الأجندات الخاصة، أسسه بسيسو، وتمتلكه شركة M.E.E Limited المسجلة في لندن برقم 08803692 باسم «جمال عون بسيسو». المفاجأة أن هذا الموقع نشر في الفترة من 1/ 5/ 2018 إلى 11/ 12/ 2019 نحو 6915 مادة صحفية ضد السعودية، أكثر من 25% منها تستهدف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتعمل على تشويه صورته دوليا، أي بمعدل 12 مادة يوميا من هذا الموقع ضد المملكة، مقابل 1217 مادة عن الشأن البريطاني، رغم أن الموقع يزعم بأنه بريطاني! كشف تحقيق استقصائي أجرته «عكاظ»، حول «الحسابات السوداء» على مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط، توغل «المعرّفات الوهمية» بشكل كبير في هذه المواقع بغرض النيل من أمن الوطن ومقدراته، لتحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية، وخدمة أطراف معادية، عبر التشكيك في قادته ومؤسساته الأمنية والدينية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وبث ثقافة الإحباط ونشر العنصرية في أوساط المجتمع، والسعي إلى الإخلال بعلاقات السعودية مع جيرانها وحلفائها. لكن من يصنع هذه الحسابات؟ ومن يمولها؟ ومن هي الجهات التنفيذية لها؟ وكيف تمرر المعلومات والبيانات «الخبيثة» إلى الرأي العام؟ وأين تقع مستودعات بناء المحتوى الإعلامي الموجه؟ وهل يقف خلفها أفراد أم مؤسسات أم حكومات؟ موقع ميدل إيست مونيتور «ميدل إيست مونيتور Middle East Monitor» أو جهاز مراقبة الشرق الأوسط، من المشاريع التي عمل عليها وضاح خنفر مدير الجزيرة السابق، المتخصص في إنشاء منصات الكذب والتزييف، تأسس في 1 يوليو 2009، ويقدم نفسه كموقع عالمي للمراقبة الصحفية وهو في حقيقته إحدى الأذرع الإعلامية التي أنشأتها ومولتها منظمات مشبوهة في بريطانيا لخدمة مشروع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وخدمة سياساتها الإرهابية لتستخدمه في تمرير تقارير ودراسات وندوات باللغة الإنجليزية لتتناقلها الصحف العالمية والمنظمات الحقوقية على أنها صادرة عن منظمة مستقلة وهي لا تعلم حقيقة هذا الوكر الإرهابي. يديرها الدكتور داود عبدالله، أحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في بريطانيا، الذي انضم إلى الجماعة فى العام 1976 بعد عام من اعتناقه الإسلام، وكان مسيحيا يدعى ديفيد ميلز، وهو عضو في «مبادرة المسلمين البريطانيين» المرتبطة بالإخوان المسلمين، التي أسسها ويديرها أنس التكريتي، أحد نشطاء الإخوان المسلمين في بريطانيا. ويعد إبراهيم هيويت كبير المحررين وهو من قيادات الإخوان المسلمين في بريطانيا، وهو رئيس مجلس أمناء مؤسسة «انتربال» إحدى أذرع تمويل تنظيم الإخوان المسلمين المصنفة أمريكيا ضمن المؤسسات الممولة للإرهاب، ويعمل طارق سعيد رمضان «سويسري من أصل مصري» مستشارا لها، وهو من قيادات الإخوان المسلمين في أوروبا وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا من أمه، ونجل الدكتور سعيد رمضان سكرتير البنا، الذي عرف أخيراً بفضائحه الجنسية وسجن في فرنسا في جرائم اغتصاب. الحرب على الصحافة السعودية الراصد الصحفي ل«لكتائب الإلكترونية» طراد الأسمري أرشف على مدى أعوام، عمليات استهداف الصحافة السعودية بمؤسساتها ومسؤوليها وصحفييها وبكل العاملين من جانب الحسابات السوداء التي خصص بعضها لهذا الغرض من خلال تشويه سمعة الصحفي السعودي ومحاولة قتل صورة الإعلام السعودي في عين المواطن حتى تتاح الفرصة لرسائل الأعداء الإعلامية وقنواتهم وصحفهم التي تسعى إلى زعزعة أمن الوطن. وعلى مدى أعوام شنت هذه الحسابات عبر معرفات مشهورة، خصوصا على «تويتر»، مئات الحملات، وأنشأت مئات الهاشتاقات التي لم تترك صحيفة سعودية أو قناة أو صحفيا أو كاتبا إلا وسعت لتشويه ومحاولة قتل صورته، مدركة بأن الصحافة بمؤسساتها الوطنية هي خط الدفاع الأول أمام إعلام الظل المضلل، وهي من يقف حجر عثرة أمام أكاذيبهم وأجنداتهم، لذلك كانت مهمة أحد أشهر هذه الحسابات السوداء هي الحرب على الصحافة السعودية عبر أكثر من 47 ألف تغريدة من حسابه منذ 2015 إلى 2019 استهدفت التشكيك في الإعلام عبر استخدام أنواع الوسائط من فيديو وجرافيك وصور استخدمت فيها أعلى التقنيات الإخراجية، لتؤكد مرة أخرى أن من يقف خلف هذا الحساب فريق كامل وليس مجرد شخص واحد عادي.